أخفق اجتماع عقدته تركيا مع وفدين من السويد وفنلندا، في أنقرة، في تحقيق اختراق يتيح رفع تركيا اعتراضها على انضمام الدولتين الأوروبيتين إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، في ظل مؤشرات إلى أن أنقرة لن تحسم موقفها قبل قمة مرتقبة للحلف في مدريد الشهر المقبل.
وقدمت ستوكهولم وهلسنكي الأسبوع الماضي طلبا لعضوية “الناتو”، في إطار تداعيات الحرب الروسية ضد وكرانيا، والذي دفع العاصمتين إلى التخلي عن حيادهما التاريخي.
وتتهم أنقرة البلدين بتأمين ملاذ آمن لـ”حزب العمال الكردستاني”، وبرفض تسليمها “إرهابيين” على حد زعمها، بما في ذلك مؤيدون للداعية التركي المعارض، فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في عام 2016.
كذلك فرضت السويد وفنلندا، ودول أخرى، قيودا على صادرات الأسلحة إلى تركيا، بعدما شنت هجوما عسكريا على مناطق في شمال سوريا عام 2019.
والتقى الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، في إطار وفد ضم نائب وزير الخارجية التركي “سيدات أونال”، وفدا سويديا ترأسه وزير الدولة للشؤون الخارجية أوسكار ستينستروم، وآخر فنلنديا برئاسة وكيل وزارة الخارجية يوكا سالوفارا.
وقال قالن بعد اللقاء: “نقلنا رسالتنا بعبارات واضحة جدا ومفادها أن العملية لن تمضي ما لم تعالج المخاوف الأمنية لتركيا، من خلال خطوات ملموسة وضمن جدول زمني معين”.
وأضاف: “أبلغنا بأنه على الدول التي ستنضم للناتو، أن تتخذ خطوات فورية لمعالجة المخاوف الأمنية للدول الأعضاء الحالية وأخذها في الاعتبار، وتبديد مخاوفها وقلقها، والقضاء على التهديدات الإرهابية التي مصدرها هذه الدول، أبلغونا أنهم يتفهمون المخاوف الأمنية لتركيا، لكننا سنرى الخطوات التي سيتخذونها”، بحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية.
وطالبت تركيا بتسليم 40 شخصا، 28 منهم في السويد و12 في فنلندا، لمحاكمتهم نتيجة علاقاتهم المزعومة بالمسلحين الأكراد وجماعة غولن على حد قولهم.
وكان الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، أعرب عن ثقته بإمكانية التوصل إلى تسوية “تعالج مخاوف” تركيا بشأن عضوية السويد وفنلندا في “الناتو”.