سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
يصر النظام السوري وإيران على تغيير عقائد أبناء سوريا في مختلف المناطق ولم يكتف بالسنة أو الدروز وإنما وجه غنائم التشيع إلى مناطق مؤيديه من الطائفة العلوية، رغم رفض الكثير من مشايخ العلويين لذلك.
وقد نبّه الأكاديمي في جامعة تشرين، أحمد ديب أحمد، في تدوينة له من حملة تشييع تطال العلويين بعد انتشار “بدع” من المذهب الشيعي بين أبناء الطائفة وفي دور عبادتهم.
وجاء كلام أحمد رداً على استفسار من أحد العلويين في جبل محسن حول رفع الشهادة الثالثة أشهد أن علياً وليّ الله ووضع الفخارة عند السجود والتبرك بتربة الحسين وغيرها من البدع والخرافات الشيعية التي باتت حاضرة في مساجد العلويين.
وأكد الأكاديمي أنه سبق وكشف تلك الممارسات التي غزت العلويين، إلا أنه تعرّض للهجوم من قبل من وصفهم بالمتشيعين من جهة والمشايخ الجبناء من جهة أخرى بسبب رفضه لها.
وقال أحمد: “إن المفتن هو الذي يتلبس بالسياسة ويتذرع بها للدفاع عن المقصرة الشيعة ومشاريعهم الدينية الخبيثة في جبال العلويين، لأنه يريد لها أن تمر، وهو موظف نشط للهجوم على كل من يرد على مشروع التشيع، ومن لا يرى من الغربال فهو أعمى.
وأضاف: اليوم نشهد البدعة قد انطلقت في أحد مساجدنا في جبل محسن بلبنان وفي سوريا في معابد طائفتنا، كإضافة عبارة أشهد أن علياً وليّ الله إلى الأذان، والسجود على الفخارة أو التربة الحسينية حسب زعمهم.
وواصل: إن ما يضيفه المقصرة للأذان بقول بعضهم مرتين: أشهد أن علياً ولي الله، وقول بعضهم الآخر: محمد خير البشر وعلي خير البرية، وقول آخرين: محمد وآل محمد خير البرية، ليس من فصول الأذان والإقامة. ومن أتى بهذه الأقوال على أنها من فصول الأذان فقد ابتدع في الدين، لأنه استغل كون مولانا أمير المؤمنين علياً هو الولي في قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ولكن هذا لا يبرر العبث بالأصول.
وفيما يتعلق بالفخارة أو التربة الحسينية، قال أحمد: لم يرد عن علمائنا العلويين أنهم دعوا إلى السجود على تربة الحسين أو التبرك بها على الإطلاق، ولا نجد هذا الهراء إلا في كتب رجال المقصرة الذين دسوا أقوالاً ونسبوها زوراً للأئمة المعصومين علينا سلامهم، وهي تتنافى مع مبدأ العصمة.
وفي إشارة إلى انتشار مظاهر التشيع بين العلويين، أشار إلى أن “أبرز الأحاديث المشبوهة المنسوبة للأئمة علينا سلامهم في موضوع التربة، القول: في طين قبر الحسين شفاء من كل داء وهو الدواء الأكبر والقول: موضع قبر الحسين منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنة، والقول: موضع قبر الحسين ترعة من ترع الجنة والقول: الطين كله حرام كلحم الخنزير، ومن أكله ثم مات منه لم أصل عليه، إلا طين قبر الحسين، فإن فيه شفاءً من كل داء، ومن أكله بشهوة لم يكن فيه شفاء وغيرها.
كما حذّر أحمد من عدم جواز الخلط بين المذهبين الشيعي والعلوي الذي ينتشر في مناطق الطائفة العلوية في سوريا ولبنان ، وكذلك من التبرك بالأئمة وبقبر الحسين، ولفت أن الخصيبي من كبار علماء ومؤسسي المذهب العلوي كان قد امتدحهم وأثنى عليهم دون أن يشير صراحة إلى التبرك بقبورهم.
كما انتقد أحمد بدع اللطم والتطبير الهستيري التي يقوم بها الشيعة في عاشوراء من كل عام ويسعون لترويجها بكل الوسائل الممكنة، مذكراً بأنهم أول من ابتدع زواج المتعة.
ومنذ عام 1979 عمدت إيران إلى توسيع نفوذها في المنطقة عبر ما عُرف بتصدير الثورة الإسلامية التي أوصلت الخميني إلى رأس السلطة، وفي سوريا عززت إيران وجودها اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ودينياً منذ عام 2011 واستخدمت كل الوسائل لتكريس نفوذها.
وسعى النظام الإيراني إلى استغلال حاجة الناس إلى المال نتيجة ظروفهم الاقتصادية الصعبة والفقر، لينشر المذهب الشيعي في سوريا ولبنان، حيث باتت مظاهر التشيع واضحة في ظل تراجع دور المؤسسات الدينية التقليدية والتضييق عليها داخل المجتمع السوري.
ومنذ استعانة بشار الأسد بالميليشيات الإيرانية الشيعية لقتل السوريين وتهديد هويتهم وتاريخهم يسعى النظام في طهران إلى نشر التشيّع في المدن والمناطق والأحياء التي تسيطر ميليشياتها عليها في سوريا وتحويلها إلى مستوطنات شيعية، وذلك عبر فرض سياسات هدفها في المقام الأول محو الطابع والهوية السّنيّة لتلك المناطق.