مع قربها ليلة القدر فضائل تستدعي العمل

لقد من الله على المسلمين بتفضيل بعض الأوقات على غيرها وبدعوتهم فيها للتقرب منه والتزلف إليه تهذيباً لنفوسهم وتطهيراً لقلوبهم فيبقى العبد طاهر القلب نقي النفس فينال أعظم غاية رضى الله والفوز بمحبته كما جاء عن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل  ولا حسد ونبرز من خلال المقال أهمية ليلة القدر وبيان فضل ساعات هذا الوقت والتي تعدل عبادة العمر ليلة القدر ليلة مباركة نزل فيها القرآن الكريم  وهي في وتر العشر الآواخر من رمضان  وتشهدها الملائكة  ومما ذكر من علاماتها أنها ليلة معتدلة لا حارة ولا باردة وأن الشمس في صبيحتها تكون بيضاء لا شعاع لها  ويستحب فيها الدعاء فما علامة ليلة القدر
يقول الله تبارك وتعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزُّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
والميزة الأساسية لليلة القدر أنها الليلة التي أنزل الله فيها القرآن الكريم وكلمة ليلة القدر معناها ليلة الحكم أو ليلة التقدير أي التي يقدر الله فيها ما يشاء من أمره إلى مثلها من السنة القادمة وقيل إن ليلة القدر معناها ليلة الشرف والمنزلة العظيمة
وعند الحديث عن علامة ليلة القدر نجد أن المشهور أنها هي ليلة السابع والعشرين من رمضان وإن كان الأصح أنها غير محددة بليلة معينة من العشر الأواخر وقد رووْا في علاماتها أنها ليلة معتدلة لا حارة ولا باردة وأن الشمس في صبيحتها تكون بيضاء لا شعاع لها
وأما  لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أْلِف شَهْرٍ  أي: العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة قدر وقال النبي  صلى الله عليه وسلم  :  من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وألف شهر لا يراد به التحديد  بل المراد به جميع الدهر فالتعبير عربي يراد به الكثرة  كما قال تعالى :  يَوَدُ أَحَدُهُمْ لَو يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ
الثواب مضاعف في هذه الليلة كما يقول كثير من العلماء ورواه مالك في الموطأ هو: تعويض للأمة الإسلامية بهذا الثواب عن أعمارها القصيرة لتساوي أعمار السابقين الذين كانوا يعيشون أعمارا طويلة وفضل الله واسع وأمة محمد  صلى الله عليه وسلم ـ هي خير أمة أخرجت للناس وفضل الله عليها وعلى نبيها عظيم كما هو معروف.
أما إحياؤها فيكون بالصلاة والقرآن والذكر والاستغفار والدعاء من غروب الشمس إلى طلوع الفجر وصلاة التراويح في رمضان إحياء لها
وجاء في بعض المرويات:  من صلى المغرب والعشاء الآخرة من ليلة القدر في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر
وقالت عائشة رضي الله عنها  : يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، فما أقول  قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
فاللهم حققها لنا واجعلنا نحظى بساعاتها ونكون من المقبولين.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.