جواز سفر السوريين حلم صعب المنال

جواز سفر السوريين حلم صعب المنال

جواز السفر هو الوثيقة الثبوتية الأهم بالنسبة لملايين السوريين المشردين خارج بلدهم ورغم ذلك فإن استصداره أو تجديده يواجهان عقبات كبيرة خلال السنوات الأخيرة بسبب القيود التي فرضها النظام على منحه

هذا الوضع جعل الكثير من السوريين يبحثون عن طرق بديلة للحصول على جوازات سفر مزورة أو دفع رشاوى كبيرة لقاء استصدارها من الجهات الرسمية فقد طرأت تغييرات إذ أصدر النظام السوري تعليمات قنصلية بشأن إصدار وتجديد جوازات السفر حيث أصبحت السفارات والبعثات الدبلوماسية مفوضة بمنح جواز السفر من دون موافقة أجهزة الأمن والمخابرات في دمشق لكن هذه التغييرات شملت تقليص مدة صلاحية جوازات السفر الجديدة فأصبحت سنتين بدل ست كما كانت سابقا والجانب المهم والمكلف أيضا هو أن النظام السوري رفع قيمة رسوم إصدار الجواز وتمديده فبعد أن كان إصداره لمدة ست سنوات يكلف نحو مائتي دولار بات إصداره لسنتين يكلف أربعمائة دولار وتمديده لعامين يكلف مائتي دولار وأخذت  السفارات بتنفيذ القرار في الدول التي لم يتوقف التمثيل الدبلوماسي للنظام السوري على أراضيها كلبنان وتركيا والأردن

فهناك أشخاص يأتون من محافظات بعيدة كالعقبة والكرك وكثيرا ما يعودون خائبين من دون أن يتمكنوا من دخول السفارة بينما البعض يخرج إليهم موظف من لحظة وصولهم ويرحب بهم مما يعكس وجود محسوبيات واضحة حسب تعبيره ويتحدث أحدهم فقد حاول هو الآخر استصدار جواز سفر رغم عدم ارتياحه لسفارة النظام السوري ودفع المال الذي سيستخدمه في شراء السلاح وقتل المزيد من أبناء البلد

وبين أن النظام نجح في حصار السوريين بحرمانهم من جوازات السفر في الوقت الذي لم تقم أي جهة دولية بإيجاد بديل وقال إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية فشل أيضا في حل المشكلة وأشار إلى أن من يمتلك المبلغ المطلوب والأوراق الثبوتية اللازمة لاستصدار جواز سفر سيكون محظوظا لأن الكثيرين معدمون ماديا ناهيك عن فقدانهم دفاتر العائلة والهويات الشخصية خلال الحرب

وكانت سورية شهدت أول موجة هجرة عام ٢٠١٢ مع بدء اندلاع أعمال العنف التي عمت البلاد على يد النظام ومليشياته تبعتها موجة أكبر عام ٢٠١٥ مع تصعيد الحرب حيث كان يمثل اللاجئون السوريون منذ عام ٢٠١٤ الأغلبية العظمى من لاجئي العالم فتصدرت سورية قائمة الدول المصدرة للاجئين حول العالم بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في وقت وصل فيه عدد اللاجئين السوريين حول العالم إلى ستة ملايين و٦٠٠ ألف لاجئ عام ٢٠١٩ يتوقع اليوم أن يرتفع العدد في ظل استمرار حركة النزوح بسبب الأوضاع التي تزداد سوء.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.