أشعلت روسيا المواجهة مجدداً مع الغرب وحلفاءه في آسيا، لكن على جبهة جديدة هذه المرّة خارج أوكرانيا، بعد أن توعدت موسكو اليابان بـ”الانتقام” إثر عمل أمريكي ياباني مشترك على حدود روسيا، بالتزامن مع تبادل تهديدات خلال اليومين الفائتين حول قضية جزر الكوريل المتنازع عليها بين البلدين، لتصب بذلك موسكو زيتها على نار الصراع من أوكرانيا إلى شرق آسيا.
روسيا تهدد بالانتقام
وجاء التهديد الروسي الجديد على لسان نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف، اليوم الثلاثاء، مشيراً إلى أن روسيا ستضطر إلى “اتخاذ إجراءات انتقامية” إذا تم توسيع المناورات البحرية الأمريكية اليابانية على الحدود الشرقية لروسيا.
وقال مورغولوف: “نحن نرى أن مثل هذه الإجراءات من قبل الجانب الياباني تشكل تهديدًا لأمن بلدنا، نحذر طوكيو بشكل مباشر من ذلك من خلال القنوات الدبلوماسية”، وذلك وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية “ريا-نوفوستي”.
وأضاف: “يجب أن يكونوا مستعدين لحقيقة أنه إذا توسعت هذه الممارسات، فإن روسيا ستتخذ إجراءات انتقامية لصالح تعزيز قدراته الدفاعية”.
وتابع: إن المناورات البحرية المشتركة بين الولايات المتحدة واليابان تصعد التوترات في المنطقة لأنها “ذات طبيعة هجومية محتملة”.
وكانت روسيا أعلنت عن خطوات تصعيدية ضد اليابان أمس، بعد أن تحدث عن عملية الاستثمار في تطوير جزر الكوريل، وذلك بعد أيام على تبادل اتهامات بين موسكو وطوكيو حول ذات المنطقة.
وسبق للمتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف التأكيد بأن الجزر الأربع في جنوب أرخبيل الكوريل على الحدود مع اليابان ستظل جزءاً لا يتجزأ من أراضي روسيا، بالوقت الذي تطالب طوكيو بأحقيتها السيادية على تلك الجزر.
أمريكا تلتزم الصمت واليابان حذّرت
وقبل أيام اعتبرت اليابان أن جزر الكوريل الشمالية “محتلة بشكل غير قانوني” من قبل روسيا، في موقف متشدد من طوكيو تجاه نزاعها الإقليمي المستمر منذ عقود مع موسكو.
وبدأت اليابان والولايات المتحدة الأمريكية مناورات بحرية منذ أسبوعين تجددها بشكل دوري في بحر اليابان للتدريب على مواجهة التحديات المشتركة.
وبدأت اليابان تواجه تحديات على 3 محاور تحاول من خلال حليفتها الولايات المتحدة أن تتصدى لها وتظهر قوتها العسكرية، حيث يدور حولها خطر التمدد الصيني ببحر اليابان، وخطر التسلح الكوري الشمالي المتزايد، فيما عاد للواجهة من جديد الصراع مع روسيا الذي كان مجمداً لسنوات.
صراع منذ عقود
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، رفضت اليابان سيادة الاتحاد السوفيتي على الجزر، حيث يدعي كلا الجانبين سيادته على تلك المناطق.
وانسحبت مؤخراً روسـيا من مفاوضات التوقيع على معاهدة سلام مع اليابان بعد تطورات جديدة طرأت على السياسة اليابانية، بينها فرض عقوبات ضد روسـيا إثر حرب أوكرانيا، فيما اعتبرت الأخيرة أن اليابان أصبحت ضمن قائمة الدول غير الصديقة.
يذكر أنّ أن روسـيا واليابان لم توقعا على معاهدة سلام بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لا يزال هناك نزاع إقليمي على “جزر الكوريل”، التي تقع بين شبه جزيرة كامشاتكا الروسية وجزيرة هوكايدو اليابانية. تمتد هذه الجزر على شكل قوسين تفصل بحر أخوتسك عن المحيط الهادئ.
المصدر وكالات