وسط زخم الحرب وأحداث الفوضى التي تعيشها سورية منذ نحو ١٠ أعوام يتجرع الأطفال السوريين مرارة الواقع الأليم الذي يسود البلاد مما أدى لتشريدهم وقتل طفولتهم لاسيما مع انتشار ظاهرة الأطفال اللقطاء ممن تخلى عنهم ذويهم والتي كانت مستهجنة وغريبة على المجتمع السوري قبل اشتعال فتيل الثورة بينما زادت حالات التخلي عن الأطفال حديثي الولادة بشكل ملحوظ خلال سنوات الاقتتال والصراع لاسيما في الآونة الأخيرة بمناطق مختلفة من سوريا فبعد أن كانت نادرة الحدوث باتت مشاهد التخلي عن الأطفال في الطرقات تتكرر حتى لم تعد أمرًا مستغربًا لدى كثيرين، ورغم صعوبة تحديد حجم الظاهرة لغياب الإحصائيات الرسمية إلا أن تكرار الحوادث يؤكد استفحالها وسط غياب مؤسسات مختصة بالتعامل مع هذه الحالات
فبعدنا عن مكارم الأخلاق وانتشار الفساد والرذيلة وانقسام المجتمع بين غني فاسد وشريف معدم وانشغال الأهل بالبحث عن لقمة العيش وتساهلهم في ردع اخطاء الابناء والبنات لدرجة وصلنا إلى أن البنت تخرج من بيت أهلها دون علم أو موافقة رب الأسرة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الهابط في المسلسلات التي تروج لها هذه القنوات بخطط مدروسة تهدف إلى تفكك المجتمع والأسرة وانتشار الرذائل بين الناس يضاف إلى ذلك الغنى الفاحش الذي حول الكثيرين إلى
حالة من البذخ والإنفاق على خدمات التسلية بينما تشكو الأغلبية الساحقة في المناطق ضيق ذات اليد حتى أن الناس يشقون ويكدون في سبيل تأمين مواد أساسية كالخبر والسكر
مع انتشار العشرات من النوادي الليلة والمنازل الفاخرة والمرافق الترفيهية وانتشار السفه لدى البعض ممن ساهم في إفساد المجتمع رغم أن غالبية الناس يعانون زيادة مستويات البطالة والكساد
ويقال إن هذه الظاهرة التي يمكن لأي قادم إلى البلد أن يلاحظها برزت بالأساس من جراء صعود طبقة جديدة من الأغنياء الجدد في الحياة العامة وهذه الطبقة تنفذ مشاريع كبرى وتسيطر على أسواق العقارات والتجارة العامة وتحتكر المواد الأساسية والخدمات الضرورية بما في ذلك تجارة الأدوية والمؤسسات الصحية فأضحت تعيش نمطاً خاصاً من حياة التخمة وراحوا هم وأبناؤهم يصيدون ويمجنون ويتلاعبون بأعراض الناس دون رادع لاديني ولا أخلاقي ولا إنساني كثرة المال لمن لا مال له يوصله لدرجة الطفر والجنون وكل ذلك مما ساهم على انتشار الأطفال اللقطاء ولاحلول تفيد سوى بالعودة إلى الله والتنزه عن فعل الرذائل والوقوف بحزم بوجه الانفلات الاخلاقي.