النظام يفتح  منازل السوريين لعناصر الميليشيات

بعد سيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية على أحياء دشق وحلب وحمص ودير الزور شهدت هذه المدين حالة غير مسبوقة من الاستيطان إن صحّ التعبير إذ بدأت عوائل المقاتلين الشيعة بالحلول في منازل النازحين والمهجرين مثل دير الزور وأحياء دمشق الجنوبية وتدمر وغيرها
قال أحد النازحين من مدينة حلب أنه فقد الأمل حاليًّا خاصة بعد أن أرسل زوجته في زيارة إلى مدينتها حلب في العام الماضي لترجع مذهولة من هول التغييرات التي شهدتها حلب وقال إن زيارتها تزامنت مع ذكرى إحياء عاشوراء إحدى المناسبات المقدسة لدى الشيعة
وفي معرض حديثه المثقل بالأوجاع يقول أبو ياسين إن زوجته ذهبت لتزور بيتها ليقابلها المدعو أبو العباس ويمنعها من رؤية دارها حاولت صاحبة المنزل الدخول إليه لكنه قال لها: ليس لك شيء هنا نحن هنا منذ مئات السنوات وهذه الأحياء إرث الحمدانيين لنا في إشارة إلى الدولة الحمدانية التي حكمت حلب في غابر الزمان فردت أم ياسين بوجهه: الحسين بريء منكم ونحن مظلومون مثله كما كان سيد المظلومين ولنا أمام الله وقفة وأغلق أبو العباس الباب بوجهها وعادت أم ياسين إلى تركيا تحمل الحسرات والخيبات على ما آلت إليه الأمور بسبب نظام الأسد الغاشم كما يصف لنا الحاج الحلبي
لم يكن الدخول الإيراني إلى البلاد وليد هذه السنوات وأيضًا لم يكن الاستيلاء الشيعي على العقارات في هذه الأوقات فقط إنما كان يسير بهدوء ودون أن يستشعر الناس خطره لكن اليوم ومع فتح بشار الأسد أبواب سوريا للإيرانيين وميليشيات الولائية باتَ الأمر سهلًا وعلنيا دون أي خوف مستندين على فلسفة بشار الأسد: الوطن لمن يدافع عنه والتي بموجبها منح حق المواطنة لكل عناصر الميليشيات الأجنبية التي قاتلت إلى جانب قواته وعوائلهم فيما حرم منها معارضيه
وعملت إيران خلال سنوات ما بعد انطلاقة الثورة السورية على إعادة هيكلة وجودها في سوريا بشكل يسمح لها إعادة بناء ديمغرافية جديدة لسوريا ولعل الاهتمام الكبير بهذا البلد دفعها للعمل بكامل طاقاتها فإيران تسعى إلى طرد السنة من دمشق ومحيطها وتأمين الطريق الرابط بين دمشق إلى الحدود اللبنانية وإحلال عوائل شيعية من العراق ولبنان محل العوائل السنية التي يتم طردها
وبدأت طهران تنفيذ خطتها بشكل يلفت الانتباه بداية بل عملت على بناء المراقد والحوزات التي أولتها اهتمامًا كبيرًا منذ عهد حافظ الأسد المؤسِّس لعلاقات سورية إيرانية استثنائية وأصبحت هذه المقامات من أهم مراكز الوجود الديني للشيعة في سوريا التي تستقطب ملايين الحجاج إليها سنويًّا
أضفْ إلى ذلك أن هذه المراقد باتت تشكل بؤرا تجذب الإيرانيين والشيعة للسكن حولها وتغيير وجه البلاد وبرز ذلك في دمشق بداية حيث تحولت بعض أحياء دمشق القديمة إلى حي شيعي بعد بناء مرقد رقية وكذا حصل في منطقة السيدة زينب بريف دمشق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.