المخبر أو الفسفوس أقذر مهنة عرفتها البشرية

كلنا نعرف أسماء مثل علي دوبا ومحمد ناصيف وعلي مملوك وجميل الحسن وكلنا نعرف أن هذه الأجهزة تتعاون حيناً وتتنافس حيناً آخر وأنها تعتمد في الأساس على بث الخوف والرعب وزرع المخبرين والمراقبة والتنصت وأنها تمارس أعمالها دون أي ضوابط قانونية من أي نوع لكن لطالما افتقرت هذه السرديات التي يعرفها كثير من السوريين إلى الأدلة الملموسة التي عمل نظام الأسد على إخفائها بحذر شديد طوال فترة حكمه
فمن خلال تحليل آلاف الوثائق المستخرجة من مقرات أمنية تابعة للنظام يبين آلية عمل وتفكير الأجهزة الأمنية في سوريا وكيفية تعاطيها على عدة مستويات مع الثورة السورية والأساليب التي اتبعتها في مراقبة السوريين وقمعهم بمقولة للجدران آذان: فتحليل وثائق سرية من أجهزة الأمن السورية جاء نتيجة عمل تم خلاله ترتيب وحفظ وتحليل وثائق استطاع فريق للعدالة والمساءلة تهريبها من مقرات أمنية خرجت عن سيطرة النظام في مدن الرقة والطبقة وإدلب بالإضافة إلى وثائق جمعتها من داخل مقرات الأجهزة الأمنية بحيث باتت العينة التي يستند إليها التقرير تتضمن آلاف الصفحات من وثائق جمعت من الرقة وإدلب والحسكة ودير الزور ودرعا ما قاد إلى تركيب جزء مهم من الأحجية التي تشكل الصورة الكبيرة لمنظومة المخابرات في ظل نظام الأسد التي أسسها حافظ أسد
تتناول وثائق العينة التي اعتمد عليها التقرير عدة أجهزة أمنية وأجهزة عسكرية ذات طبيعة أمنية هي شعبة المخابرات العسكرية ومكتب الأمن القومي الذي بات يحمل اليوم اسم مكتب الأمن الوطني والإدارة العامة للمخابرات المعروفة باسم أمن الدولة وإدارة المخابرات الجوية وجهاز الشرطةوشعبة الأمن السياسي والهيئة العامة للأركان التابعات لنظام الأسد
وتتعلق هذه الوثائق بعمليات اعتقال وتنصت ومراقبة خارج إطار القانون وتوجيهات حول كيفية التعامل مع المتظاهرين أو كيفية مواجهة نشاطات متنوعة مناهضة للنظام وتشرح جوانب من عمل هذه الأجهزة على التحكم بمجالات عدة من حياة السوريين من بينها المجال الاقتصادي وتقدم تصوراً أولياً عن كيفية إصدار الأوامر والقرارات وتعميمها وكل هذه التقارير التي تصل إلى رجال أمن النظام أغلبها كيدية يقوم بكتابتها مخبرون هدفها النيل من أشخاص بعينهم بقصد الإيذاء والنيل منهم بغض النظر عن حقيقة كلام المخبر فعن طريق هذه الشخصيات القذرة الخالية من كل مروءة فكثيرا ما تم اعتقال أشخاص ليس لهم علاقة بما كتب عنهم فمنهم من تم إعدامهم أو زجهم في غياهب المعتقلات بلا ذنب اقترفوه فالمخبر كلامه مصدق عند أسياده على الرغم من أن حتى أسياده ينظرون إليه نظرة احتقار لكنه مصر على عمله ودائما يتم اختيار من يعمل بهذه المهنة من بين شخصيات اتصفت بالإجرام فهو يعمل بلا مقابل ويكتب بلا إنسانية وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال:لايدخل الجنة قتات.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.