هجاء عمر أبو ريشة لحافظ أسد 

 

عمر أبو ريشة الذي ولد في ١٠ نيسان ١٩١٠ وهو شاعر سوري ولد في مدينة منبج بريف حلب الشرقي شمال سوريا من عائلة يقول معظمها الشعر

وينحدر أبو ريشة من عشيرة الموالي كان والده قد شغل منصب قائم مقام بمنبج والخليل أما أمه فهي فلسطينية من عكا واسمها خيرة الله بنت إبراهيم علي نور الدين اليشرطي

وقد بدأ مسيرة أبو ريشة التعليمية في عام ١٩٢٤م والتحق  بالجامعة الأمريكية في بيروت لتلقي التعليم الثانوي

ولما أتمها أرسله والده إلى بريطانيا بهدف دراسة الكيمياء في جامعة مانشستر وهناك تعلم الإنكليزية واطلع على الأدباء الإنكليز لعمر أبو ريشة قصائد كثيرة عن الوطن والحب وجميع القضايا ومن قصائده الرائعة التي هجا بها حافظ أسد

على إثر مجزرة حماة سنة ١٩٨٢ والتي ذهب ضحيتها أكثر من أربعين ألف مدني فكتب عن تلك المجزرة وما فعله حافظ أسد قال فيها :

العاجزُ المقهورُ أقتَلُ حيلةً

وأذلُّ منطلَقاً، وأنذلُ مقصِدا

نشرَ الخسيسُ من السلاح أمامهُ

واختارَ منه أخسَّهُ، وتقلَّدا

وحبا إلى حرم الرجال، ولـمْ يذُقْ

من قُدسِ خمْرتهمْ ولكنْ عربدا

وافتَنَّ في تزييف ما هتفوا بهِ

وارتدَّ بالقِيَمِ الغوالي مُنشدا

البغيُ أروع ما يكون مظفَّراً

إن سُلَّ باسمِ المكرماتِ مهنَّدا

لا يخدعنَّكَ دمعُهُ وانظرْ إلى

ما سال فوق أكفِّه، وتجمَّدا

لم تشربِ الحُمَّى دماءَ صريعِها

إلا وتكسو وجنتَيْه تورُّدا

وأزاحت الأيامُ عنه نقابهُ

فأطلَّ مسْخاً بالضلال مُزوِّدا

ترك الحصونَ إلى العِدى متعثِّراً

بفراره، وأتى الحِمَى مُسْتأسدا

سكِّينه في شدقه ولعابُهُ

يجري على ذكر الفريسة مُزبدا

ما كان هولاكو، ولا أشباههُ

بأضلَّ أفئدةً وأقسى أكبُدا

هذي حماةُ عروسةُ الوادي على

كِبْر الحداد، تُجيل طرفاً أرمدا

هذا صلاح الدين يخفي جرحَهُ

عنها، ويسأل: كيف جُرْحُ أبي الفدا؟

سروات دنيا الفتح هانتْ عندهُ

وأصاب منها ما أقام وأقعدا

ما عفَّ عن قذف المعابد باللظى

فتناثرت رِمماً، وأجَّتْ موقدا

 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.