الذكرى الحادية عشر لأنطلاق الثورة السورية

أنشأ النظام السوري منظومة حكم أستبداي في توليفة تشبه إلى حد كبير توليفة نظام الحزب الواحد. حيث تربع حزب البعث في هرم الأحزاب السياسية بينما انطوت بقية الأحزاب تحت مظلته فيما يعرف بـ الجبهة الوطنية التقدمية.

أن الأعوام التي شهدتها سورية من حكم عائلة الأسد التي اتسمت بالوحشية والقسوة والتدمير الذاتي تركت البلاد في حالة لا يمكن وصفها إلا بالانكسار، وكادت تتوارى في طي النسيان.

حيث عزز حافظ الأسد سلطته بعد استيلائه على الحكم في عام 1970 إذ وضع أشخاصاً من طائفته العلوية في مناصب رئيسة
وأسس دولة بوليسية تخضع لحزب واحد على النمط السوفياتي وكانت قوته مطلقة، وكان ضباط الاستخبارات في كل مكان
وفي عام 1981 وخلال الحرب بين العراق وإيران وقف الأسد الأب إلى جانب الإيرانيين ضد دعم العالم العربي، ضد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ليبدأ تحالفاً من شأنه أن يساعد على إنقاذ ابنه لاحقاً.

وفي آذار 2011 ثار الشعب السوري ضد حكم الأسد وذلك بعد ما أتيحت الفرصة أمام الشعب السوري، على وقع المظاهرات الشعبية والحراك في تونس ومصر التي يتابعها اطفال درعا عبر شاشة التلفاز قرر الأطفال كتابة تلك العبارة على الجدران في مدرستهم.

لم يكن الأمر مؤامرة كونية تستهدف الحكم أو جهات أجنبية خارجية هدفها ضرب استقرار أمن البلد حسب رؤية النظام السوري للحدث.
لم يصدق النظام السوري الذي امتاز بقبضته الأمنية التي يحكم بها البلاد أن يكتب أحد ما مثل هذه العبارة، الأمر الذي أصابه بالجنون ودفعه للانتقام واعتقال الصياصنة ورفاقه واقتيادهم إلى الأفرع الأمنية سيئة الصيت.
توجه الأهالي للسؤال عن مصير أولادهم المعتقلين في فرع الأمن السياسي الذي كان يرأسه حينها عاطف نجيب قريب بشار الأسد وكان الرد قاسيا بأن يرحلوا وينسوا أطفالهم وينجبوا غيرهم وإن عجزوا فإن الأمن سوف يتولى المهمة.

الأمر الذي دفع بخروج أولى المظاهرات الشعبية في درعا.
وبعدها تسارعت الأحداث في سوريا، وسرعان ما خرج المئات ثم الآلاف من أهالي درعا ضد تصرفات الأمن وإهانته للأهالي، قبل أن يقابل النظام السوري المتظاهرين بالرصاص الحي ويسقط العشرات من الضحايا لتعم حينها المظاهرات في جميع المدن السورية.
سرعان ماقابل النظام المضاهرات السلمية بالرصاص الحي ليكون سبب لتأجيج الوضع وتحويل الثورة السورية إلى ثورة مسلحة راح ضحيتها آلاف السوريين وهجر الملايين هذا ويقبع مئات آلاف السوريين في سجون الأسد، كذلك تم تدمير 50٪ من البنية التحتية.
أرقام مخيفة من الخسائر خلال الثورة السورية، ولايزال السوريين مستمرين في ثورتهم المجيدة حتى تحقيق النصر حيث بدأ ناشطون سورية التجهيز لاحياء الذكرى السنوية الحادية عشر للثورة السورية.
حيث بدأت دعوات الناشطين للأعتصام وذلك حسب الجدول التالي:

1-يوم الثلاثاء 15 آذار  دير الزور بلدة العزبة _ إدلب بلدة أخترين _ حلب عفرين _ إدلب ساحة السبع بحرات، و تجمع مخيمات كفرومة.

2-يوم الأربعاء 16 آذار ريف حلب بلدة راجو أمام المحكمة.

3-الخميس 17 آذار حلب بلدة كوتانلي، مدينة عزاز _السويداء مدينة الثعلبة.

4-الجمعة 18 آذار دولة رومانية ولاية بخارست

درعا حي المحطة _حلب بلدة جندريس، بلدة شران _إدلب كفر تخاريم، قرية عطاء، مخيمات أطمة وكفر لوسين ودير حسان، بلدة بابسقا، سرمدا.

5-يوم السبت 19 آذار مدينة إدلب المدرج.

6-يوم الاحد 20 آذار دولة فرنسا العاصمة باريس _ تركيا أسطنبول أمام مسجد الفاتح.

7-الجمعة 25 آذار إدلب مدينة معرة النعمان، مزمار العز.

هذا ومن المقرر أن تخرج تلك المدن بمظاهرات تأكيداً على استمرار ثورتهم حتى إسقاط النظام ومحاسبة رموزه وتحقيق كامل مطالب الثورة، كما طالبوا المجتمع الدولي بضرورة الضغط على النظام للإفراج عن المعتقلين وتحقيق الانتقال السلمي للسلطة.

إعداد: عبدالله الجليب

تحرير: حلا مشوح 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.