مدينة الخرطوم تاريخ غاب طويلاً،،

الخرطوم هي عاصمة وثاني أكبر مدن جمهورية السودان وولاية الخرطوم. وتقع الخرطوم عند التقاء النيل الأبيض القادم من بحيرة فكتوريا شمالاً والنيل الأزرق القادم من إثيوبيا غرباً. يعرف موضع التقاء النيل الأبيض والأزرق بالمجران يستمر النيل الرئيسي في التدفق شمالاً وصولاً لمصر والبحر المتوسط.

اختلفت الروايات حول سبب تسمية المدينة بهذا الاسم وحول أصل التسمية ومعنى اللفظ. فهناك من يقول بأن التسمية ترجع إلى شكل قطعة الأرض التي تقع عليها المدينة والتي يشقها نهري النيل ويلتقيان فيها مع بعضهما في شكل انحنائي يرسمان بينهما قطعة أرض أشبه بخرطوم الفيل وهو الرأي الراجح إلا أن الرحالة البريطاني كابتن جيمس جرانت الذي رافق الكابتن جون اسبيك في رحلته الاستكشافية لمنابع النيل ذكر بأن الاسم مشتق من زهرة القرطم التي كانت تزرع بكثافة في المنطقة لتصديرها إلى مصر لاستخراج الزيت منها للإنارة وقد استخدمها الرومان عند غزوهم لمصر ووصولهم إلى شمال السودان حيث عثروا على زهرة القرطم في موقع الخرطوم الحالي واستخدموا الزيت المستخرج من حبوبها في علاج جروح جنودهم. وهناك أيضاً تفسيرات أخرى للاسم لا سند لها مثل خور التوم نسبة إلى شخص يدعى التوم. والخرطوم في اللغة هو الأنف من الإنسان حيث قال تعالي :(إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءاياتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) أي سوف نجعل له الوسم بالسواد على أنفه، وقيل على وجهه فيكون له وسمة . وقال قتادة سنسمه على الخرطوم بمعنى أن نضع سيما على أنفه. والمعني من الآيات هو الوليد بن المغيرة.

والخرطوم هو أيضاً أسم لأنف الفيل وهو ما يتماشى لغوياُ مع معنى تسمية الخرطوم.

و تشتهر دول شمال إفريقيا عمومًا بالمدن القديمة العريقة و مدينة الخرطوم عاصمةُ السودان التنفيذية التي يلتقي فيها نهر النيل العظيم مع النهر الأزرق في السودان، كما تُعدّ الخرطوم إلى جانب مدينة أم الدرمان أكبر مدن التجمع السكاني وإذا عُدتَ إلى تاريخها القديم فقد كانت عبارة عن معسكر للجيش المصري نُصب في عام ١٨٢١وهو ما يفسر كون المدينة عسكرية بامتياز. وفي عام١٨٨٥م حاصر المهديون المدينة وتمكنوا من الدخول إليها بعد أن قتلوا أحد ألوية الجيش البريطاني المحتل فيها آنذاك، وأعيد احتلالها مجددًا في عام١٨٩٨م، لأطماع المملكة المتحدة فيها وقاموا بإعمارها ولعلّ آثار بناء اللورد كيتشنر لها واضحة وماثلة على عمرانها حتى يومنا هذا وبقي رابط المعاهدة (البريطانية- المصرية) ساريًا بين الدولتين حتى عام ١٩٥٦م وبعدها أصبحت الخرطوم عاصمة جمهورية السودان المستقلة. من بنى مدينة الخرطوم:

 لمدينة الخرطوم تاريخ عريق ويتضمن الممالك المروية والسنارية والكوشية والألودية، كما أنّها مدينة تعزز اختلاف وتعدد الديانات مثل الديانة الإسلامية والمسيحية وقد أصبح معروف بالنسبة لكَ أنّها كانت مستعمرةٌ بريطانيةٌ استراتيجية حتى تاريخ استقلالها الحديثة في عام ١٩٥٦م. وقد قام إبراهيم باشا نجل محمد علي حاكم مصر الشهير ببناء مدينة الخرطوم وتأسيسها، بل جعلها في عام ١٨٢١م مركزًا وموقعًا أماميًا لحكم الجيش المصري في السودان وقد نمت في وقت قصير بشكل كبير جدًا وأصبحت من وجهات التجارة الرئيسية الإقليمية بما فيها تجارة الرقيق التي كانت منتشرة بشكل ملحوظ في ذلك الوقت. وفي عام ١٨٤٠م تزايد عدد سكانها ليصبح قرابة ٣٠ ألفًا ولكنها عادت من العمران غير المدروس والمُقام بشكل عشوائي وفي مباني طينية قذرة تتخللها أكواش مصنوعة من القش المحلي وعندما استلم إسماعيل باشا الحكم خلال الفترة الممتدة (١٩٦٣- ١٨٧٩)م توسع الحكم المصري إلى الجنوب مما ساهم في جذب النفوذ البريطاني من جديد وفتح أبوابًا عديدة في الخرطوم على مصراعيها وبهذا بُنيت مدينة الخرطوم التي كانت فيما مضى مقرًا لمجموعة من القبائل شبه الرُحّل

ولازالت مدينة عربية كلها أصالة وتاريخ مجيد.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.