كثيرا ما نقرأ عند فتح المصحف الشريف اسم عثمان طه فمن هذا الرجل وماذا يعمل وأين ولد
لقد ولد الخطاط السوري عثمان طه في مدينة حلب في عام ١٩٣٤ لأب يعمل إماماً بمسجد المدينة المنورةوكان والد خطاط المصحف الشريف يدرس بكتاب المدينة ويعلم أولادها القراءة والكتابة وقد تدرج طه في دراسته بشكل طبيعي من الابتدائية وحتى الثانوية في مدينة حلب وفي عامعام١٩٦٠ التقى عثمان بخطاط بلاد الشام محمد الديراني الذي تعلم على يده نوعين جديدين وهما الخط الفارسي وخط الثلث
ثم انتقل طه لمدينة دمشق في المرحلة الجامعية ليحصل على الشهادة الجامعية في الشريعة الإسلامية عام ١٩٦٤وبعد أن تعلم خطاط المصحف الشريف من والده مبادئ خط الرقعة تتلمذ على يد أساتذة الخط في مدينة حلب ومنهم محمد المولوي وحسين التركي إلى أن وصل إلى كبير أساتذة خطاطي مدينة حلب إبراهيم الرفاعي كما أن لقاءات الخطاط السوري الكثيرة بخطاط العراق هاشم البغدادي أفادته
واعتمد طه على أسلوب تبسيط الكلمة وهو الأصل في الخط الكوفي الذي كتب به القرآن أول مرة أيام الصحابة حيث يكون الحرف إلى جانب الحرف وبذلك تأتي الحركات فوق الأحرف التابعة لها بدقة كما يلاحظ ذلك في مصاحف مجمع الملك فهد
وقد اكتسب الخطاط السوري خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحم للكلمات في النهاية كما في كثير من المصاحف المخطوطة وذلك من أجل أن تظهر الصفحة متناسقة متألقة من حيث حسن الترتيب والتنسيق وكذلك اكتسب الخطاط عثمان طه خبرة من علماء القراءات أعضاء اللجان العلمية لمراجعة المصاحف المخطوطة وقد عين في عام ١٩٨٨ عضواً من أعضاء منظمة التحكيم الدولية لمسابقات الخط العربي التي تقام في مدينة إسطنبول وتم تعيين خطاط المصحف الشريف في نفس العام خطاطاً في مجمع الملك فهد لطباعة المصاحف بالمملكة العربية السعودية
و عين عثمان طه كاتباً لمصاحف المدينة النبوية ليقوم بكتابة المصحف الشريف بخط يده أكثر من أربع عشرة مرة
وكان طوال هذه الفترة يدرس أيضاً مع مشايخ الخط بالمدينة لتعلقه الشديد وحبه لفن الخط منذ صغره ويذكر أن عثمان طه كتب خلال مسيرته 13 مصحفاً وأشار إلى أن كتابة المصحف الواحد تستغرق منه سنوات وتم تكريمه في كثير من المناسبات وتم منحه الجنسية السعودية وهو لايزال يخدم كتاب الله ويكتبه بعشق كبير.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى