تركيا – مروان مجيد الشيخ عيسى
مع تزايد الانتهاكات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا، انتشرت العديد من اللافتات في ساحات وشوارع المدن التركية التي تروج للدعاية السياسية لحزب الشعب الجمهوري، وخاطبت اللافتات الشعب التركي، بالقول: “أيها العالم جئنا لنتحداك، تركيا لن تكون مخيمك الخاص باللاجئين.
تضمنت لافتات أخرى وعوداً انتخابية بالانسحاب من اتفاقية اللاجئين مع أوروبا وضبط الحدود، وكتب على إحدى اللافتات: سننسحب من الاتفاقيات الأوروبية للاجئين، سنودع اللاجئين خلال عامين، سنستعيد السيطرة على حدودنا.
وتعددت أماكن تعليق اللافتات، حيث رصدت في العديد من شوارع إسطنبول وإزمير وأنقرة، وتعهدت جميعها بحل ملف اللاجئين وطردهم إلى بلادهم، بينما لم يعلن حزب الشعب الجمهوري بشكل رسمي بعد حملته الانتخابية.
وكشف موقع “haber7” التركي، الخميس، أن حالة من الذعر تفشّت في أوساط حزب الشعب الجمهوري بعد تسريب النظام السوري رسالة خاصة، تتضمن تنازلات من الحزب وتعويضات للنظام حال فوز الأول بالانتخابات.
ونقل الموقع عن الصحفي الموالي سركيس قصارجيان قوله إن “الشعب الجمهوري” أعطى تطمينات للبعث بحكم الواقع، لافتاً أن “الشعب الجمهوري” يقترح نموذج حل مختلف تماماً عن حزب العدالة والتنمية لتسوية قضية اللاجئين، ففي حين أن حزب الشعب الجمهوري يرتكز بالكامل على مبادرة النظام بشأن هذه القضية، يحاول حزب العدالة والتنمية تنفيذ برنامج ما يسمى بالعودة الآمنة.
ولا تقف دعوات ترحيل السوريين وإعادتهم إلى بلدهم عند الأحزاب التركية المعارضة فقط، إذ أعلن الرئيس التركي أردوغان الذي يرأس حزب العدالة والتنمية عن رغبته بإعادة أكثر من مليون لاجئ سوري في الفترة المقبلة.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) في تركيا، 3 ملايين و733 ألفاً و982 شخصاً، وتضم مدينة إسطنبول أكبر عدد منهم بنحو 550 ألف لاجئ، حيث يعاني أغلبهم من أوضاع معيشية صعبة، في ظل ارتفاع الأسعار وتدني الأجور، وتصاعد الأصوات العنصرية ضدهم.
ليعيش اللاجئون السوريون بين نارين، نار العنصرية في تركيا ونار النظام السوري في حال تم ترحيلهم.