شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى
كانت بداية إدخال معامل الكبتاغون إلى شمال شرق لبنان في عام 2011 وهو عام اندلاع الثورة السورية والانفلات الأمني التي شهدته الحدود اللبنانية السورية، حيث نشطت عمليات تصنيع حبوب الكبتاغون في أماكن خارجة عن سيطرة الدولة داخل الأراضي المحاذية للحدود اللبنانية السورية.
وهذه المناطق هي القصير وريف دمشق، حيث أحكمت السيطرة عليها مجموعات تابعة للنظام السوري وحزب الله اللبناني وحتى عام 2017 تم إحصاء أكثر من 60 مصنعاً بين كبير وصغير لإنتاج حبوب الكبتاغون المنشطة معظمها في محافظة البقاع اللبناني الشمالي وعلى الحدود المتاخمة لسوريا، حيث كانت هذه الأراضي خاضعة لسيطرة من قوى أمنية معروفة ومحسوبة على سوريا.
وقد فضح وسيم الأسد ابن عم رأس النظام نفسه وتورّطه في تجارة الحشيش والحبوب المخدرة، مجاهراً بالعلاقة التي تجمعه ببارون المخدرات في لبنان.
وفي منشور عبر صفحته على فيسبوك، نشر وسيم الأسد صورة تجمعه بنوح زعيتر التاجر الأشهر للمخدرات والممنوعات في لبنان والشرق الأوسط.
وتظهر في الصورة وسيم الأسد جالساً إلى جانب نوح زعيتر بحضور ثلاثة أشخاص آخرين في ما يبدو أنه بهو فندق شيراتون دمشق.
ولم يتطرق ابن عم بشار الأسد إلى تاريخ التقاط الصورة أو مناسبة التقاطها بل اكتفى بالتعليق بعبارة “أحلى أخوة” مع ذكر معرفات حسابات 3 على فيسبوك أحدها يعود لزعيتر.
ويحمل أحد الأشخاص المذكورين اسم علي تلجة وهو أحد شبيحة الأسد ويعمل بصفوف ميليشياته وفقاً لحسابه.
كما يظهر إلى يمين نوح زعيتر المدعو محمد زعرور، وهو ضابط أمن بالفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، وفق منشور للباحث الاقتصادي كرم شعار.
فيما لم تتبين هوية الشخص الأخير الذي لم يذكر معرفه حسابه على فيسبوك في المنشور الذي ورد على صفحة ابن عم بشار الأسد.
ويروّج وسيم الأسد لنفسه كرجل أعمال تصل أنشطته إلى خارج سوريا ولا سيما إيران، تقول عنه معرّفات صفحته إنه صاحب شركة “أسد الساحل” للنقل البحري والجوي والبري والاستيراد والتصدير، وأنه كذلك مالك مكاتب تخليص العريضة وجوسه والقصير مع لبنان التي يستغلها لتهريب المخدرات.
وسبق أن أكدت تقارير دولية أن عائلة بشار الأسد وكبار أركان نظامه يشاركون ميليشيا “حزب الله” اللبناني في تصنيع الكبتاغون وتهريبه.
وتشير التقارير الاستقصائية السورية إلى أن ما لا يقل عن 15 مصنعاً كبيراً لإنتاج الكبتاغون إلى جانب أدوية صناعية أخرى تقع تحت سيطرة النظام، حيث تقع هذه المصانع بشكل أساسي على طول طريق دمشق – حمص وفي محافظة حمص، والمناطق الممتدة على الحدود السورية اللبنانية بين القصير وبعلبك، وفي منطقة باسا المهملة خارج مدينة اللاذقية.
ويستخدم نظام الأسد تجارة المخدرات كوسيلة للبقاء سياسياً واقتصادياً إثر العقوبات المفروضة عليه، ليُصنَّف كأبرز مُنتِج ومصدِّر لهذه الحبوب.