جرائم الجندرمة التركية بحق السوريين الراغبين بالهجرة

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

أثارت الجندرمة التركية على الحدود بالاعتداء على السوريين الراغبين بالخروج من سوريا. 

فقد اعتدى عناصر من حرس الحدود التركية” الجندرما”، على مواطنين سوريين بالضرب المبرح باستخدام البنادق والعصي و الركل، عقب عبورهم الحدود السورية – التركية ليل الإثنين – الثلاثاء عبر طرق “التهريب” عند قرية عراضة بريف أبو راسين شمالي الحسكة، قبل رميهم ملطخين بالدماء، حيث جرى نقلهم لمستوصف الدرباسية لتلقي العلاج.

وشهدت الحدود بين سوريا وتركيا ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حركة نشطة لعمليات “التهريب” خلال الأيام الثلاثة الماضية بسبب كثافة الضباب مما يدعو المهربين والمواطنين لانتهاز الفرص للعبور إلى تركيا ومن ثم الوصول إلى إحدى الدول الأوروبية بحثا عن حياة أفضل.

ووفقاً لنشطاء ، فإن أكثر من 600 شخص عبروا الحدود نحو تركيا ضمن مناطق قوات سوريا الديمقراطية خلال الأيام الثلاثة الماضية، كما شهدت مناطق شمال غربي سوريا حركة مماثلة للتهريب نحو تركيا مستغلين الضباب الكثيف.

يأتي ذلك، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية بغية البحث عن ملاذ آمن في دول أوروبا.

ورصد ناشطون، بتاريخ 3 كانون الثاني الجاري، استشهاد مواطن برصاص حرس الحدود التركي “الجندرما” من منطقة رأس العين شمالي الحسكة، أثناء محاولته الدخول إلى الأرضي التركية، وهو الضحية الثانية خلال العام الجديد.

وتشهد الحدود السورية- التركية تصاعدا في الانتهاكات التي ترتكبها قوات “الجندرما” التركية بحق السوريين، سواء أولئك الذين يريدون العبور عبر طرق التهريب أو آخرين يعيشون بالقرب من الجدار الفاصل، الذي أنشأته تركيا منذ سنوات وأعلنت استكماله مؤخرا.  

وفي تقرير وثقته منظمة حقوقية تركية عدة انتهاكات ارتكبتها قوات “الجندرما” بحق سوريين خلال الأشهر الماضية، وبالأخص الأطفال، محذرة من أن تفضي هذه الممارسات إلى وقائع استفزازية للمواطنين السوريين.  

وأشارت منظمة “مظلومدير” في تقريرها، إلى “ضرورة إيقاف حالات العنف على الحدود السورية- التركية، والتي من شأنها أن تكون بمثابة وقائع استفزازية للسوريين”. 

وتناولت تقارير عدة انتهاكات في الأشهر الماضية، منها حادثة إصابة الطفل أحمد صالح في 21 من مايو الماضي أثناء لعبه مع مجموعة صبية بالقرب من جدار العزل الحدودي في منطقة مخيم الكرامة.  

كذلك واقعة مقتل شاب في 31 من شهر مايو الماضي، بعد تعرضه للضرب المبرح من قبل قوات “الجندرما” في أثناء محاولته العبور إلى الأراضي التركية، وتركه على مدخل معبر العلاني القسم السوري. 

ولفت تقرير إلى واقعة أخرى، حيث أصيب الطفل (م.ج) بعد إطلاق النار عليه بينما كان يرعى الأغنام في قرية القامشلية الحدودية، وذلك في الثالث من شهر يونيو الحالي.  

والوقائع المذكورة وثقتها منظمات حقوقية على عدة فترات، وفي إحصائية غير رسمية لها، قتل ما لا يقل عن 500 مواطن سوري على الحدود برصاص “الجندرما”، والتي تنتشر في مخافر ونقاط عسكرية على طول الجدار الفاصل بين سوريا وتركيا. 

ورغم أن الانتهاكات التي تمارسها قوات حرس الحدود التركية ليست بجديدة بل تعود إلى أعوام سابقة، إلا أنها تصاعدت بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، في أبريل ومايو الماضيين.  

والنقطة اللافتة في تلك الانتهاكات هي أنها باتت تستهدف مواطنين سوريين داخل أراضيهم الممتدة على طول الجدار العازل، بمعنى أن رصاص “الجندرما” لم يعد يقتصر على ضبط عمليات التهريب في الداخل التركي، بل تعدى ليصل إلى الطرف الآخر من الحدود.  

ولا تعلق الحكومة التركية على الانتهاكات التي تنفذها قوات الجندرما. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.