دير الزور – مروان مجيد الشيخ عيسى
فُقدت مادة البانزين في محطات الوقود بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام في دير الزور خلال الأيام الماضية، بينما وصل سعر الليتر في السوق السوداء إلى لمبالغ ضخمة.
ويرجع مالك إحدى محطات الوقود في مدينة دير الزور، سبب فقدان البانزين في تلك المحطات، إلى إغلاق قوات النظام للمعابر المائية الواصلة مع مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الضفة الشرقية لنهر الفرات بعد الخلاف على الأسعار.
فالمهربون طالبوا النظام برفع أسعار المحروقات التي يزودونهم بها بعد انخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، لكنّ النظام رفض رفع السعر، ورد بإغلاق المعابر المائية مع مناطق سيطرتها.
وفي مدينة الميادين شرقي دير الزور، فالصعوبات التي تواجه الأهالي جراء فقدان البانزين وعدم توفره في المحطات التابعة للنظام، بالتزامن مع موجة البرد التي تضرب المنطقة وحاجة السكان الماسة للبانزين ومازوت التدفئة.
فالأهالي اضطروا لشرائه من السوق السوداء وبأسعار مرتفعة، بالرغم من رداءة نوعيته وعدم صلاحيته في أغلب الأحيان للاستخدام في السيارات ومولدات الكهرباء.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على أهم حقول النفط والغاز في سوريا، ويتم تهريب المحروقات لمناطق سيطرة النظام عبر عبارات مائية لمهربين تصل بين ضفتي نهر الفرات أو باستخدام خراطيم.
وتحتكر شركة القاطرجي الموالية للنظام نقل المحروقات والنفط الخام من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلى مناطق النظام عبر صهاريج، وتعرضت خلال الأيام الماضية لهجمات من مجهولين ما أدى لاحتراق عدد منها.
وتشهد مناطق سيطرة نظام السوري في محافظة دير الزور تردياً في الأوضاع المعيشية وضعفاً في الخدمات، في ظل سيطرة ميليشيات إيرانية على أغلب مدن وبلدات المحافظة.
وقد قطعت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية “محروقات” توريدات البنزين عن محطات الوقود في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي معللة ذلك بسيطرة القوات الإيرانية على جميع حقول النفط في المنطقة واستحواذهم على إنتاجها بالكامل.
وقالت مصادر خاصة ، إن مسؤولي شركة “محروقات” التابعة للنظام السوري طالبوا أصحاب المحطات في البوكمال بمراجعة المسؤولين الإيرانيين في المنطقة لتأمين البنزين لهم معللين ذلك بسيطرة الميليشيات الإيرانية على حقول النفط واحتكار الإنتاج لصالحها.
وأضافت المصادر أن أهالي البوكمال اضطروا للجوء إلى بنزين عراقي رديء النوعية والذي تهربه عناصر ميليشيا “الحشد الشعبي العراقي” بالتعاون مع “الميليشيات الإيرانية” عبر معبر السكك غير شرعي في البوكمال.
وأشارت المصادر إلى أن أسعار البنزين العراقي شهدت ارتفاعاً كبيراً بسبب تزايد الطلب عليه.
والجدير بالذكر أنّ منطقة البوكمال تعدّ بوابة التمدد الإيراني في سوريا، ولم يقتصر الأمر على العسكري أو الأمني وإنما حظيت إيران بآخر اقتصادي عقب توقيعها مع نظام الأسد، في نيسان 2020، عقداً لاستثمار “البلوك رقم 12” في منطقة البوكمال، ونص العقد على استثمار النفط في المنطقة.