ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى
تلوث مياه الأنهار هوتغير فيزيائي أو كيميائي في نوعية المياه، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، يؤثر سلبياً على الكائنات الحية، أو يجعل المياه غير صالحة للاستخدامات المطلوبة.ويؤثر تلوث الماء تأثيراً كبيراً في حياة الفرد والأسرة والمجتمع، فالمياه مطلب حيوي للإنسان وسائر الكائنات الحية، فالماء قد يكون سبباً رئيسياً في إنهاء الحياة على الأرض إذا كان ملوثاً.
وتسببت عملية تهريب المحروقات من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية إلى مناطق سيطرة النظام في تلوث مياه نهر الفرات بشكل واسع، نتيجة تسرب المحروقات إلى النهر، خاصة بريف دير الزور الشرقي .
بحسب مصادر محلية ، فإن مياه نهر الفرات في قرى وبلدات ذيبان والبصيرة قد تلوثت وأصبحت طبقات النفط واضحة على سطح النهر، نتيجة استهداف لأنابيب النفط التي يستخدمها المهربين لنقل النفط إلى مناطق سيطرة النظام السوري على الضفة المقابلة لنهر الفرات.
محمد حسن من أهالي قرية ذيبان بريف دير الزور الشرقي يقول :يستخدم المهربون أنابيب يتم مدها من مناطق سيطرة قسد وصولا إلى مناطق سيطرة النظام، ويقومون بتركيب مضخات كهربائية لضخ النفط إلى الضفة المقابلة”.
ويضيف أن المهربين الذين يمارسون نقل النفط من مناطق الإدارة الذاتية ما يؤدي إلى تسرب المحروقات منها إلى نهر الفرات.
ويقول إن “مناطق كثيرة من نهر الفرات أصبحت غير مناسبة للسباحة بسبب انتشار النفط فيها، كما أن الروائح المنبعثة منها تسبب مضايقات للأهالي القريبين من ضفة النهر”.
أما أبو علي من أهالي بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي، يقول “لم نعد نستطيع سقاية أراضينا الزراعية من نهر الفرات بسبب تلوث المياه، واضطررنا إلى نقل مضخة المياه التي تروي أرضنا إلى مكان آخر بعيد بعض الشيء، الأمر الذي كلفنا نحو 3 ملايين ليرة سورية”.
ويتابع “أن أخسر بعض المال أفضل من أخسر محصولي الزراعي، فكان لا بد من حل جذري للمشكلة، وأن أقوم به بنفسي بسبب تقاعس المسؤولين في المجالس المحلية ، عن حلها على الرغم من تقديمنا طلبات وشكاوى للمجالس لكن من دون جدوى.
ويقول أبو حسن (50 عامًا)، والمنتمي إلى بلدة هجين بريف دير الزور، في حديثه: كانت مياه الفرات صافية جدًّا، ويعتمد عليها الفلاحون والمزارعون ومربو المواشي والصيادون، وكان منسوب مياهه مرتفعًا، خاصة في الشتاء، أما اليوم فتُعتبر مياهه كارثة على المزارعين ومربي الماشية، إذ تغيّر لونه وأصبح داكنًا، كما أن رائحته أصبحت لا تطاق وانتشر البعوض والحشرات على ضفافه، وفُقدت أنواع كثيرة من الأسماك، وأصبح خطرًا على حياة المواشي والمزروعات التي تُسقى منه”.
يضيف أبو حسن شاكيًا: “نفقت مؤخرًا الكثير من أغنامي بعد مرض أصابها جرّاء شربها من مياهه الملوثة، كما نفقت العديد من قطعان الجواميس عند شخص أعرفه، حتى مزروعاتنا لم تعد بنفس الرائحة والطعم والإنتاج والقيمة الغذائية، فنحن مضطرون للاعتماد على مياه الفرات لسقايتها، فهي أفضل بكثير -رغم تلوثها- من مياه الآبار الارتوازية”.
ويشهد النهر الذي يعدّ أطول أنهار غرب آسيا كارثةً حقيقيةً، ويواجه زيادة الملوِّثات في مائه، بعد أن كان مصدرًا رئيسيًّا لمعظم مياه الشرب في محافظات الجزيرة السورية، إذ يدخل النهرُ الأراضي السورية عند مدينة جرابلس الحدودية قادمًا من تركيا، ويمرّ في الرقة ثم دير الزور منتهيًا عند البوكمال، ليدخل الأراضي العراقية مُسجِّلًا خلال مروره بالأراضي السورية فقط 610 كيلومترات.