الزي التراثي للمرأة العربية في الجزيرة السورية 

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

ترتدي نساء القبائل العربية في منطقة الجزيرة السورية زياً موحداً إلى حد كبير رغم وجود بعض الفروق البسيطة.

حيث يرتدين في الرأس “الملفع” أو “محرمة المركزيت” ثم “الهبرية” حيث يعصب الرأس بها وعادة ما تكون من “الحرير” اَلملون».

لباس الجسد فيتكون من ثوب داخلي يسمى “قصيرة” ويأتي فوقه ثوب طويل ملون بأكمام طويلة تسمى “أردان” حيث يربط بعضها مع بعض من أسفلها وتوضع خلف الظهر وهذا النوع من اللباس أيضاً تشتهر به النساء “الكرديات” وهذا ما يعزز قولنا في البداية بأن الزي متشابه إلى حد كبير في عموم ريف الحسكة ودير الزور ، ثم يأتي “أردان” وهو أشبه بثوب مفتوح من الأمام، وأقمشة “الزبون” مختلفة فبعضها يكون من “الجوخ” أو “المخمل” وغيرها، وبعضه يكون مطرزاً من القبة والأكمام ومن الأمام على طول الفتحة ويسمى “الِبدن” وهو غالي الثمن ويقتصر لبسه على نساء الشيوخ والوجهاء، وهناك “الشويحي” وهو حزام يصنع من نسيج القطن أو الصوف الملون بألوان زاهية يتراوح طوله من مترين إلى ثلاثة أمتار وعرضه ثلاثة أصابع، تلف المرأة خصرها به فيظهر جمال خصرها النحيل ويتدلى منه إلى الأمام عقدة يتفرع منها عقدات أشبه بالوردات تسمى “الشراشيب” وتضرب هذه “الشراشيب” ركبتي المرأة أثناء المشي ما يلفت الأنظار إليها، ولا ننسى “الجوخة” بقصبها الذهبي الجميل وهي تشبه “جاكيت” الرجل إلى حد ما كما أنها غالية الثمن ويقتصر ارتداؤها أيضاً على نساء الشيوخ والوجهاء فقط ، وهناك “الكطش” أو “القطنية” وهي محشوة بـ”القطن.

أما عن الحلي فتبدأ حلي المرأة “الجزراوية” من أعلى الرأس على الجبهة “هلال” أو ليرة عثمانية تسمى “الرشادية” و تكون من الذهب ثم يأتي “الكلاّب” أو “الشكالة” التي تثبت الشعر في جنباته، والأنف له نصيب من الحلي الذهبية أيضاً فهناك “العران” الذي يوضع في وسط الأنف من الأسفل ويتدلى إلى الشفة العليا للفم، و”الخزامة” التي توضع في يسار الأنف ، و”الوردينة” أشبه بالوردة الصغيرة توضع في يمين الأنف، ولا ننسى هنا “الأقراط” أي “الحَلق” أو ما عُرف باللهجة الجزراوية “التراجي” حيث يوضعن في شحمتي الآذان، ثم تأتي زينة العنق بـ”الجردان” وهو من “الذهب” وهناك أطواق أيضاً من “خرز العقيق” وغيره، والصدر بـ”المخمس” الذهبي وهناك “الخواتم” توضع في الأصابع بالإضافة “للأساور” و”السفايف” و”الضباب” و”المعاضد” في معصمي اليدين وتكون من “الذهب” أو “الفضة”، وتنتهي زينة المرأة بـ”الحجول” وهي “الخلاخل” التي توضع بالأرجل تكون من “الذهب” أو “الفضة” ، أحياناً يوضع بـ”الحجول” أجراس يصدر عنها أثناء المشي أصوات تطرب له آذان الشبان ويتحسر الشيبان على الأيام الخوالي.

وتتمثل زينة المرأة بـ”الطيب” أي العطر وهناك العطر الصناعي والعطر النباتي كالـ”محلب” و”الخضيرة” وغيرها، و”الحنة” و”الكحل” وهناك “سن الذهب” والمقصود به قيام بعض النساء أو الفتيات من تلبيس أحد أسنانهن بغلاف معدني ذهبي اللون عن طريق رجل يسمى بالريف “صايغ السنون” لما يعطي ذلك من جمالية لثغر الفتاة أثناء الضحك، ولا ننسى “الوشم” الأزرق على اليدين والوجه والصدر لبعض الفئات برسوم بدائية تتمثل بنقاط أو خطوط صغيرة متشابكة أو ورد أو قلوب، و”الوشم” له استخدامات في “الجزيرة” غير الزينة التجميلية كتعويذة ضد “السحر” و”الموت” ولطرد “الأرواح الشريرة”، وأيضاً لتحديد الانتماء القبلي وتمييز مجموعة بشرية معينة عن غيرها، يتضمن “الوشم” مادة “الكحل” أي كحل العين وإبرة لإدخال مادة الكحل إلى الطبقات الجلدية العميقة ما يضمن بقاءها الطويل وذلك بعد رسم الشكل المراد على الجلد وتغطيته بمادة “الكحل” ثم يبدأ نقر الرسم برأس الإبرة بعد تعقيمها خوفاً من حدوث التهابات بالجلد فتخرج “الـدماء” وتختلط بمادة “الكحل” ويترتب على ذلك حدوث الآم شديدة، أما الأطفال فيعلو صراخهم وبكاؤهم».

فاللباس التقليدي لأغلب سكان الريف في الجزيرة السورية متشابه نوعا ما . ويجمع هذا اللباس بين البساطة والتداخل بالالوان .

وتتعدد مسميات لباس النساء في تلك المناطق  : كالثوب  والزبون والهباري .

فالهباري ومفردها ( هبرية ) هي لباس يلف على كامل الرأس ، بحيث لايظهر منه سوى الوجه .

وكانت الهباري تصل الى بلادنا من العراق ( مدينة الموصل ) وهي ذات أنواع واشكال مختلفة تستطيع المراة الجزراوية تمييزها والجزم بحسن نوعيتها من ملمسها وشكلها ، ومن أسماءها :

1 – ورد الموصل : وهي مزيج من البقع البيضاء والسوداء يتخللها بقع عل شكل وردة حمراء اللون ، وساحة الهبرية تكون فاتحة او غامقة .

2 – نثر الحنة : وهي حمراء يتخللها اللونين الابيض والأسود برسومات مختلفة .

3 – حبة العدس : ساحتها سوداء ذات بقع حمراء دائرية صغيرة بحجم حبة العدس .

4 – البركان : وفيها رسومات على شكل أباريق حمراء وبيضاء .

وقد تم ذكر الهباري في العديد من الاغاني الشعبية في قصائد عدة :

شطف جوز الهباري وانحدر وراد

ونسف جوده على المتنين وراد

ريت اللي يكطع الرايد من الراد

يموت ويحترم شم الهوى

كما ذكرت الهباري في العتابا والنايل والسويحلي وكافة فنون الغناء الغناء الشعبي .

والسؤال : لماذا تركنا نحن أبناء الجزيرة السورية لباسنا التقليدي ؟

ولماذا وجب علينا ارتداء لباس لايعبر عن هويتنا ، وصار من المفروض علينا ارتداءه لكي نكون مقبولين في المجتمع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.