سوق الجمعة في دير الزور مقصد المحتاج في ظل المعيشة القاسية

ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى

يخصص أبناء مدينة “ديرالزور” يوم الجمعة للتجول في سوق الجمعة، الذي مازال يحتفظ بكل صفاته بالرغم من سنوات الحرب التي لم تغير سوى موقعه من مركز انطلاق البولمان إلى موقعه الجديد قرب جامع “التوبة”.

ويتميز السوق الذي يحمل اسم اليوم الوحيد الذي يقام فيه خلال الأسبوع بالبساطة ويضم الكثير من حاجات المنزل والعمل التي اعتاد أهلها على الحصول عليها منه خلال زيارتهم له اعتاد الناس منذ ماقبل الحرب زيارة هذا التجمع التجاري الذي يضم مجموعة من الأدوات المستعملة التي يضطر أصحابها لبيعها لكن الميزة أنه كلما كان وصولهم أبكر كلما حصلوا على سلع أفضل وذات جودة عالية.

كثيرون من أبناء المدينة التي تعرضت للدمار خلال سنوات الحرب سرقت منازلهم مما اضطرهم الى البحث عن أدوات وأغراض جديدة لسد ما ينقصهم وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء معظم البضائع كان سوق الجمعة حلا بديلا لكثير من السكان الذين استفادوا من السوق الذي حافظ على بساطته وتعدد بسطاته التي تضم مجموعة متنوعة من البضائع.

تغيرت ملامح المدينة ودمرت معظم الأشياء الجميلة فيها من مباني وشوارع واسواق كانت تعج بالحياة قبل الحرب التي مرت بها دير الزور ولكن سوق الجمعة الذي يتميز ببساطته ورمزيته لدى الديريين بقي موجودا في المدينة وغير مكانه فقط حيث انتقل من مكانه القديم الى داخل المدينة المحاصرة وحافظ على مكانه الجديد إلى يومنا هذا حيث تجد أصحاب البسطات التجارية منذ ساعات الصباح الأولى قد عرض كل منهم ما لديه من بضائع حتى يتسنى له بيعها قبل صلاة الجمعة .

أسعار السوق رمزية مقارنة بمثيلاتها في الأسواق والمحال التجارية العادية فالسوق يضم مجموعة من البسطات التي تعرض الخردوات وملابس البالة والكثير من الأدوات الكهربائية المستعملة كما أن لكل صاحب بسطة مكانه المحدد الذي اعتاد على عرض بضاعته فيه كل يوم جمعة.

وقطع البعض كيلومترات عديدة للوصول إلى السوق الذي يجدون فيه مايناسب أفراد عائلتهم من ملابس صيفية أو شتوية وبأسعار مقبولة مقارنة بارتفاع الأسعار الجنوني الذي يصعب على أصحاب الدخل المحدود مواكبته.

ويعد سوق الجمعة مقصداً للأهالي نظراً لانخفاض أسعار البضائع المعروضة للبيع بين الأكشاك وعلى البسطات التي افترشها الباعة بقصد طلب الرزق.

وتفاوتت الآراء بين الأهالي بما يخص شراء البضائع التي تعتقد شريحة واسعة من المدنيين بأنها “محرمة” لكونها معفشة من المناطق التي دخلتها قوات النظام والميليشيات الداعمة له على امتداد الأراضي السورية.

بينما يرى قسم أخر من المدنيين أن هذه الأسواق تعتبر ملاذهم الوحيد الذي يمكنهم من شراء ما يحتاجونه من مستلزمات ضرورية بعيداً عن أسعار مثيلتها من البضائع المتواجدة داخل المحلات التجارية.

ويفترش عشرات البائعين بسطات صغيرة لعرض ما لديهم من اواني منزلية وكهربائيات وعدد صناعية بالإضافة للطيور بمختلف أشكالها على الأهالي الذين يقصدون السوق .

يشار إلى أن أسعار البضائع المعروضة للبيع داخل سوق الجمعة تنخفض قيمتها بعدة أضعاف عن مثيلها ضمن المحلات التجارية، وعلى الرغم من أن تلك البضائع مستعملة إلا أن الأهالي يفضلونها على الجديدة نظراً لجودة البضائع الأجنبية مقارنة مع المصنعة محلياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.