الإتحاد الأوروبي وتصدع العلاقات مع النظام السوري

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

بعيد اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011، قرر الأوربيون فرض عقوبات اقتصادية على دمشق، وأغلقت العديد من الدول سفاراتها بدمشق على خلفية تلك الأحداث، وواظب الاتحاد الأوروبي على موقفه ذاته، مكتفيا بتجديد حزم العقوبات ضد مسؤولين من النظام السوري، وبالبيانات السياسية الداعية إلى محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

لكن، مؤخرا بدأت بعض الدول بالتغريد خارج سرب قرار الاتحاد الموحد، حسب ما أكدت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، في تقرير نشرته أواخر تشرين الأول الماضي. المجلة تحدثت عن ظهور تصدعات في الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي، بدأت الظهور بين الدول الأعضاء، مؤكدة نقلا عن مسؤولين غربيين كبار أن الاختلافات الطفيفة في المنظور داخل الاتحاد الأوروبي، قد تحولت إلى خلافات جادة وموضوعية في الأشهر الأخيرة.

بعض الحكومات الأوروبية ومنها اليونان وقبرص وإيطاليا والمجر والنمسا وبولندا، استخدمت مواقعها داخل الاتحاد الأوروبي للضغط على عدد من خطوط السياسة، والدعوات لتغيير السياسات التي تتماشى بشكل مباشر مع مصالح النظام السوري ، وأشارت إلى قيام بعض هذه الحكومات بتشكيل مجموعات مختارة من الخبراء، لتبادل الأفكار حول طرق مبتكرة لتجاوز اللوائح والعقوبات المقيدة للاتحاد الأوروبي من أجل “فعل المزيد” في سوريا، بحسب ما أكدت المصادر لـ”فورين بوليسي”.

المجلة تضيف أنه منذ العام 2020، أعادت العديد من الحكومات المعنية إقامة شكل من أشكال العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري ، بما في ذلك بلغاريا والمجر واليونان، التي أرسلت قائما بالأعمال إلى دمشق، وقبرص التي انتقلت إلى سفارة جديدة في دمشق منتصف العام 2021.

كما أعلنت الدنمارك أن المناطق التي يسيطر عليها  النظام السوري آمنة لعودة اللاجئين إليها، وزار نائب وزير الخارجية البولندي دمشق في آب  من العام 2020، كاشفة أن قادة النمسا يفكرون الآن في شكل من أشكال الاتصال الدبلوماسي.

أمام كل ذلك، تثار تساؤلات عن احتمالية تبني الاتحاد الأوروبي سياسة مغايرة بخصوص الأزمة السورية، وتحديدا بعد صعود أحزاب يمينية إلى قمة الهرم السياسي في بعض الدول مثل إيطاليا.

تقرير مجلة “فورين بوليسي” يشير إلى نقطة مهمة، وهي تململ الكثير من الأعضاء، وخصوصا دول أوروبا الشرقية ووسط أوروبا من السياسات الأوروبية المفروضة عليهم من قبل مفوضية ورئاسة الاتحاد الحالية والسابقة، بحسب حديث الباحث السياسي فارس إيغو، المطلع على سياسات الاتحاد الأوروبي، والمقيم في فرنسا.

الأنباء عن تغيير في سياسة الاتحاد الأوروبي من الملف السوري، بدأت تتردد منذ أسابيع ماضية في الصحف العربية، وبالخصوص في الإعلام المؤيد للمعارضة السورية في الخارج، مع زيارة المبعوث الأوروبي دان ستوينيسكو، إلى سوريا وتباحثه مع مسؤولين في وزارة الخارجية، وعلى رأسهم وزير الخارجية السورية فيصل المقداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.