وتستمر ارتفاعات الأسعار مما ينهك حياة المواطن السوري

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

الأسعار ترتفع بشكل يومي ولا حسيب أو رقيب، والحجج والمبررات تكون دائما إما باستيراد البضائع بالعملة الأجنبية أو بزيادة تكاليف الإنتاج وغيرها من الأسباب، التي لا علاقة لنا بها كمواطنين. لو أن رواتبنا بالعملة الأجنبية لكان يمكن قبول هذه الأسباب ولكن الرواتب والمداخيل بشكل عام بالليرة السورية، التي تفقد قيمتها يوما بعد يوم. وبات واضحا أن الارتفاع الجنوني في الأسعار وبدون رقابة حكومية يدفع ضريبته المواطن السوري فقط”، بحسب ما تحدث السيد محمد حسن عن معاناته من ارتفاع الأسعار وكيف أن ضريبة هذا الارتفاع يكون من جيب المواطن السوري فقط.

أحاديثنا اليومية باتت تتمحور حول ارتفاع الأسعار وكيف سندبر أمورنا، وهل سيكون هناك انفراجة للوضع التعيس الذي نمر به. فبعيدا عن مأساة انعدام الكهرباء وشحّ المياه وأزمة المواصلات وغلائه، باتت غلاء المعيشة اليومية الهم الأكبر بالنسبة لنا، لا أدري كيف سيكون حالنا بعد سنة، ولكن الحياة في الوقت الراهن باتت أشبه بالجحيم وسط هزالة رواتبنا مقارنة بالواقع المعيشي في البلاد”، وفق حديث محمد.

ارتفاع الأسعار بات الهاجس الأكبر للسوريين، حيث لا يمر يوم دون أن ترتفع أسعار السلع الأساسية وغير الأساسية في الأسواق السورية، دون أن يكون هناك أي ضوابط أو إجراءات حكومية للحد منها أو وقف ارتفاعها.

وما تزال فوضى الأسعار تسيطر على أسواق العاصمة دمشق، وهمُّ التجار تحقيق أكبر قدر من الأرباح من جيب المواطن، فضلاً عن تغاضي التموين عن مخالفات البيع بأسعار زائدة عن السعر المحدد في نشراتها، بالمقابل تم رفع سعر 16 مادة غذائية أساسية يحتاج إليها السكان يومياً، من بينها السكر والأرز والسمن والزيت والدقيق والشاي وغيرها، وسط وضع معيشي سيئ يعيشه السوريون.

عضو غرفة تجارة دمشق التابع للنظام السوري فايز قسومة، أفاد في تصريح لموقع محلي، أن التسعيرة التي أصدرتها وزارة التجارة الداخلية لا تُطبّق على جميع الأصناف، باعتبار أن لكل مادة أصنافا بجودات مختلفة لا يمكن أن يُوضع لها سعر واحد وهي لا تناسب جميع المواطنين بحكم أن دخل معظم السوريين العاملين في القطاع العام لا يتعدى 100 ألف، وهذا ما أفقدهم القدرة الشرائية بسبب تفاقم كلفة المعيشة للأُسر الفقيرة وللطبقة المتوسطة التي تختفي تدريجيا.

السيد صادق حسين 67 عاما، أحد سكان العاصمة دمشق، يعمل موظفا حكوميا، وراتبه لا يتجاوز الـ 150 ألفا، وضمن كيفية تدبير أمور عائلته المكونة من خمسة أفراد، هو وزوجته وأولاده الثلاث، يضيف بالقول، “في الحقيقة الراتب لا يكفي لأكثر من أسبوع وفقط أشتري به السلع الغذائية الأساسية، عدا عن المصاريف الأخرى من أجور المواصلات والأمور الأخرى من المستلزمات المعيشة، وخاصة مصاريف الجامعة كبير ويُثقل الكاهل في ظل هذه الظروف”.

أشار في حديثه إلى أنه يعمل في أحد الفنادق بعد الظهيرة، بالإضافة إلى أن زوجته تعمل موظفة حكومية، وكل ذلك لا يكفي لتغطية نفقاتهم المعيشية، مضيفا “لولا مساعدات أخي المقيم في الخارج لكان وضعنا بالويل، وهو الذي يساعد ابنتي في تمرير تعليمها الجامعي، لأن المصاريف كبيرة والرواتب ضعيفة جدا”.

كذلك، يشكو صادق  كغيره من السوريين من الارتفاع المستمر في الأسعار دون زيادة الرواتب ويخشى ارتفاع الأسعار أكثر في الفترات المقبلة، وهذا سيضعه وعامة السوريين أمام صعوبات كبيرة لتمضية حياتهم المعيشية، والتي أصبحت أغلى من كثير من دول الجوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.