المحروقات في الشمال السوري استغلال وابتزاز

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

خلال الأيام القليلة الماضية، قفزت أسعار البنزين والغاز بشكل كبير، في السوق السوداء مع انقطاع شبه كامل في المحطات ومراكز التوزيع المعتمدة التي تشهد ازدحاماً غير مسبوق، حيث وصل سعر اللتر الواحد من البنزين لـ (30) ليرة تركية، وكيلو الغاز بالمفرق لـ (45) ليرة تركية، وهو رقم كبير لا يستطيع الناس تحمل أعبائه اليومية في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار التي تعاني منها المنطقة بالأساس.

على عكس إدلب، فمناطق شمال حلب التي تسيطر عليها فصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا، لا تعاني من أزمة في المحروقات، فالمازوت والبنزين والغاز متوفر بكثرة، إلا أن سعر أسطوانة الغاز ارتفع ليصل لـ 300 ليرة تركية بوزن (24 كيلوغراماً ) نتيجة نشاط عمليات تهريبها إلى إدلب وذلك بحسب السيد إبراهيم محمد، أحد سكان مدينة إعزاز شمال حلب.

المخابرات التركية هي من طلب من الشركات التركية التوقف عن تزويد شركة وتد التي كانت تحتكر استيراد المحروقات والغاز لمناطق سيطرة هيئة تحرير الشام .

ورجّح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن القرار التركي جاء خشيةً من فرض عقوبات دولية على أنقرة بتهمة توريد النفط إلى “تحرير الشام” المصنفة على قوائم الارهاب، خصوصاً بعد هجوم الجولاني على عفرين وتعبير الخارجية الأمريكية عن استيائها الصريح من ذلك الهجوم وسط تقاير تحدثت عن تهديد واشنطن لأنقرة ما لم تنسحب قوات الجولاني من عفرين.  

أزمة الوقود تزامنت كذلك مع إنهاء شركة وتد عملها بشكل مفاجئ وغير مبرر، دون وجود شركة بديلة لاستيراد النفط بشكل فوري ولاسيما في ظل عدم وجود مخزون إستراتيجي في المستودعات لتوزيعه ريثما يتم منح تراخيص لشركات جديدة.

وتعرضت شركة وتد لخسارة كبيرة تقدَر بملايين الدولارات، بسبب الفساد حيث ثبت وجود نقص كبير بالكميات المستوردة مقارنةً بالكميات الموجودة في العقود وهو ما أدى لتفاقم أزمة الوقود.

تلك المعضلة دفعت حكومة الإنقاذ للترخيص بشكل مستعجل لشركات جديدة والسماح لها باستيراد المحروقات رغم عدم استكمال أوراقها ولاسيما في ظل ازدياد الغضب الشعبي.

مصدر خاص مقرب من شركة وتد قال إن المديرية العامة للمشتقات النفطية وافقت على ترخيص ست شركات عاملة في المشتقات النفطية وهي العربية، السلام، الرحمة، الاتحاد، العالمية، إضافة إلى شركة طيبة التي أعلنت الاستحواذ على شركة وتد 

وبحسب المصدر، فإن معظم أصحاب تلك الشركات يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالهيئة، فشركة طيبة يرأسها “حمود الأحمد” من قرية القريتين من حمص ومعروف بـ (أبو أحمد طيبة)، ويدير الشركات الأخرى عدة أشخاص مقربين من قادة هيئة تحرير الشام، ومنهم السفراني وأبو شحود الحريتاني والتقال وناصر رعد، وبالمجمل جميعهم يعملون تحت إشراف أبو عبد الرحمن زربة مدير وتد وأبو أحمد زكور أمير الجناح الاقتصادي في هيئة تحرير الشام .

وهذه الشركات كان لديها محطات فلترة وتجلب المازوت من منطقة ترحين شرق حلب وتقوم بعملية فلترته لصالح شركة وتد، وقد بدأت العمل باستيراد المشتقات حتى قبيل استكمال الترخيص في محاولة لإنهاء الأزمة التي تعيشها المنطقة بأسرع وقت. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.