محمود الزعبي واحدا من رؤوساء حكومات رئيس النظام السوري حافظ أسد وهو ليس كرؤوساء الحكومات الآخرين فالزعبي كان مقربا من حافظ بدعوى رفاقيته الحزبية القديمة وتقرب أكثر من عائلة الأسد عندما توطدت علاقته بباسل الذي هو الابن الأكبر لحافظ والذي كان حافظ يعده لخلافته في لك الفترة قبل أن يلقى مصرعه في حادث سير غامض
ففي مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠٠ مات محمود الزعبي منتحراً وفق رواية الإعلام السوري، فقد انتحر الرجل رغم أنه كان موجودا تحت الإقامة الجبرية في منزله
وهو ابن خربة غزالة، قضى منذ ٢٢ عاما ولم يعرف حتى اليوم كيف قتل ولماذا قتل أو انتحر وهل صحيح أن انتحاره كان على خلفية تورطه في قضايا فساد وإذا كانت تهمة الانتحار بدعوى الفساد صحيحة فإن نظام حافظ برمته كان يفترض أن لا يبقى منه أحد إلا مات انتحارا لكن أحد الرجال الذين لطالما حسبوا على نظام حافظ ومن بعده بشار قبل فترة عندما قال إن مقتل محمود الزعبي جاء على خلفية تهديد الرجل بفضح صفقات اقتصادية وسياسية بين النظام السوري وإسرائيل ومنها بيع نفط سوري لتل أبيب فقد قال فراس طلاس ابن وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس إن الزعبي اغتيل لتهديده بكشف تلك الصفقات وبرر فراس سكوته الطويل عن هذه الصفقات بخوفه من أن يلقى نفس مصير الزعبي
ورغم أن نظام حافظ غيب الشارع السوري تماما وكما العادة عن حقيقة ما حصل فإن هذا الشارع كان له تحليله الخاص جدا وهو أن محمود الزعبي قتل لاعتراضه على إعداد الصغير بشار لخلافة أبيه بعد أن باء مشروع الخلافة الأول باسل بالموت
ومن الروايات تقول: أقدم رئيس الوزراء السوري السابق محمود الزعبي على الانتحار اليوم الأحد وذلك بعد أسبوعين من اتهامه بالفساد وطرده من عضوية حزب البعث فالزعبي أطلق الرصاص على رأسه أثناء وجوده في منزله بضاحية دمر في العاصمة السورية وذلك في حدود الساعة الحادية عشرة إلا ربع بتوقيت جرينتش
وقد شغل الزعبي رئاسة الحكومة السورية منذ عام ١٩٨٧ إلى آذار ٢٠٠٠
وقد وجهت إليه اتهامات بالفساد وجمدت السلطات السورية ممتلكاته وثروته ووضعته رهن الإقامة الجبرية انتظارا لنتائج المحاكمة
فالزعبي قد نقل إلى مستشفى المواساة الذي يبعد مسافة ربع ساعة عن منزله لكنه توفي متأثرا بجراحه وفشل الأطباء في إسعافه
وكان سجل مخالفات الزعبي الذي انتحر عن ٦٥ عاما قد فتح على أيدي حزب البعث الحاكم حسبما أفادت وكالة الأنباء الموالية في تلك الفترة
وقالت الوكالة إن سلوك الزعبي ألحق أضرارا بالغة بصورة الحزب والدولة والاقتصاد الوطني
وقد جاءت الأنباء عن انتحار الزعبي في الوقت الذي يقود فيه بشار الأسد خليفة الرئيس السوري حملة لمكافحة الفساد وتحديث الإدارة في سوريا
وقد كشفت صحيفة حكومية في وقت سابق أن الفساد والرشوة يكبدان ميزانية الدولة خسارة قيمتها خمسون ألف دولار على الأقل.
ومن اللافت ان كثيرا من الوكالات العالمية التي تتغنى بالمصداقية والحياد تبنت رواية السلطات السورية تماما في نص الخبر والعنوان وحتى التعليق المرافق في الصورة فلم يرد في النص أي تشكيك برواية النظام وجاءت العناوين مختصرة وقاطعة الزعبي ينتحر وقد علقت بعضها بالقول انتحر الزعبي بعد اتهامه بالفساد وتجميد ممتلكاته وثروته.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى