شيخ قبيلة الجبور العربية وكان مثالا حياً للإنسان العربي المتميز بصفاته وطباعه وفعاله التي تناقلتها رمال الصحراء ويتكلم عنها الجميع الغريب والقريب فقد ولد الشيخ رحمه الله سنة١٩١٤ وتوفي سنة ١٩٨٧ في الحسكة
لقد عاش الشيخ هواش رحمه البدايات في كنف والده الشيخ جميل المسلط الذي كان وطنياً صادقا وقد قاوم الاستعمار الفرنسي فقد كان بيته مجمعاً وحضناً لكل الفعاليات الوطنية في الجزيرة السورية ففي هذا الجو الأصيل نشأ وترعرع الشيخ هواش ومن خلال بيت أبيه بنيت شخصيته الرائعة وصفاتها المثلى بصفات راقية تجمع بين الحكمة والسياسة والطيبة والكرم الذي ليس له حدود إلى الفروسية وميادينها التي تشهد لذلك الفارس العربي بسجل لا ينتهي من البطولات والأمجاد التي يفخر بها كل رجل عربي وكل القبائل وليس قبيلته فحسب
فله مآثر سجلت في سفر الخالدين فمنها: سيارته الشخصية ذات اللون الأبيض في وقت كانت فيه وسائط النقل قلية ونادرة والتي لا تزال موجودة وحافظ عليها أبناء الشيخ إلى الآن كانت تحمل من قطعت به السبل إلى حيث يريد أن يذهب ودون مقابل مهما كان المكان بعيداً ولا تهم صعوبة الطرق ولا مشقتها وقد أطلق الناس على سيارته البيضاء أسم “سفينة الصحراء”
وهناك قصص للشيخ هواش ومواقف كثيرة تحتاج إلى كتب ومجلدات لتروي لهذا الرجل والبطل والشيخ الجليل أسفار فروسيته وطيبة معشره وتواضعه فكل هذه الصفات التي شكلت مدرسة حية يفخر بها الجميع ويتسامى بها الكل، فقد توارثها أبناؤه من بعده، ومن أبناء الشيخ هواش الجميل المسلط الشيخ أسعد الهواش رحمه الله كان رجلا شجاعا كريما ورعاً تقياً والشيخ سعيد والشيخ شايش والشيخ عبدالرزاق والشيخ عبداللطيف والأديب والمؤرخ صالح أما المضيف فلا يزال عامراً بالناس ودلال القهوة التي بلغت عقودا وهي تصب للضيوف ولاتزال عامرة كما هي في ديوانه الكبير الذي يقوم بواجب المضيف ابنه الشيخ عبد الرزاق
والشيخ هواش رحمه فارسا له قصص خالدة من الصعوبة للزمن محوها ومن هذه القصص قيل أن أمرأة من قبيلة البكارة انقطعت بها سبل المواصلات عند أطراف مدينة الحسكة في ليلة شتوية باردة وممطرة وهي تحمل بين يديها ابنها الرضيع كي تذهب إلى بيتها في قريتها الواقعة عند جبل عبد العزيز
وعندما مر الشيخ هواش بسيارته بقربها طلب من السائق الوقوف وسأل المرأة أين تريد أن تذهب وطلب منها الصعود إلى السيارة ثم اتجهت السيارة باتجاه قريتها ولما دخلت السيارة حرم القرية ورآها الرجال وعرفوا من بداخلها تجمعوا حوله
عندها علمت المرأة أن هذا الرجل هو الشيخ هواش الذي تتحدث الناس عن أفعاله ال وبعد أن رفض الشيخ هواش أن ينزل لكي يرتاح طلبت المرأة منه أن ينتظر قليلاً ودخلت إلى بيتها ثم خرجت بعد لحظة وهي تمسك بيدها ضفيرة شعرها الطويل قصتها بالمقص وقائلت له: أريد أحزن عليك وأنت حي فأمثالك من الرجال نحزن عليهم وهم أحياء
فالشيخ هواش رحمه الله كان إنسانا شهما قبل كل شيء أما الحديث عن السياسي والوطني هواش جميل المسلط والذي كان أحد أعضاء البرلمان السوري عام ١٩٥٤ عن منطقة الجزيرة ولحنكته السياسية كسب احترام الكثير من رجالات الدولة والسياسة في سورية والوطن العربي بل حتى الرؤساء والملوك فالرئيس أمين الحافظ كان صديقاً شخصياً له كما التقى بالعديد من رؤساء سورية كناظم قدسي وأديب الشيشكلي وأكرم الحوراني وشكري القوتلي وجمال عبد الناصر وحضي أيضاً بلقاء بعض الملوك العرب والأمراء مثل ملوك السعودية خالد وفهد والأمير عبد الله ومن الأردن الملك حسين ومن اليمن رئيس مجلس النواب عبد الله الأحمر وتوفي رحمه الله عام ١٩٨٧ فبكته سوريا كلها والجزيرة خاصة فقد كان أبا لكل أهلها وقلبا ينبض بالحب والعطف والإنسانية ومن ماقيل فيه رحمه الله أبيات الشاعر عطية الرجب:
يا راكب من فوق شغل النصارى شغل الأجانب يسرع بزايد النــار
ما يركبون الدوج كود الإمارة مرواحنا هواش والرب ســتار
صينية أبو أسعد شغل العشارة يردونها الضيفان وشيوخ كبار
ودلال شوامي دوم زايد بهاره
دوم الأيام ساهرات على النـار
وانا أقول:
راعي الحمية دوم وراعي الإمارة
شيخن على العربان والقلب جياش
ومعطرات بمسك علومه وأخباره
لي ذكر في مجلسن الشيخ هواش.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى