أعلنت هيئة الرقابة الأميركية في تقرير لها أن العامل الأكبر الذي أدى إلى انهيار الجيش الأفغاني في آب / أغسطس الماضي كان القرار الأميركي بسحب القوات والمتعاقدين من أفغانستان من خلال اتفاق وقعته الإدارة الأميركية السابقة مع طالبان ونفذته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن مكتب المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان، التابع للكونغرس والمختص بمراقبة مشاريع الإعمار ، بأن الانسحاب الأميركي “دمر الروح المعنوية للجيش الأفغاني لأنه كان يعتمد على الدعم العسكري الأميركي”.
وكانت أفغانستان شهدت في أغسطس عام 2021 اجتياح قوات طالبان للبلاد والسيطرة الكاملة على العاصمة كابول، ما أدى لانهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب بسرعة مفاجئة وفرار رئيس البلاد السابق أشرف غني.
حيث جاءت التطورات بعد القرار الأميركي بضرورة إنهاء الحرب في أفغانستان بعد قتال استمر 20 عاما وأودى بحياة أميركيين واستنزاف الموارد وصرف الانتباه عن الأولويات الاستراتيجية الأكبر، التي باتت توجه أكثر إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ بحسب إعلان بايدن.
وكانت الولايات المتحدة خصصت 146 مليار دولار لإعادة إعمار أفغانستان، مع إنفاق 90 مليار دولار على بناء قوة أمنية في البلاد قوامها 300 ألف فرد، في صراع أودى بحياة أكثر من 2400 جندي أميركي وأكثر من 1140 من الحلفاء، في حين أشار سوبكو أن أعداد الضحايا من الجنود الأفغان تتجاوز 66 ألفاً، بالإضافة إلى 48 ألف مدني في البلاد.
من جهتها نقلت وكالة “بلومبرغ” عن نائب المتحدث باسم طالبان، إنعام الله سمنجاني، أن انهيار الحكومة السابقة “كان متوقعا وواضحا” بعد الاتفاق “لأن الإدارة كانت تعتمد بالكامل على وجود القوات الأجنبية”.
واستعادت الجماعة المتشددة السيطرة على أفغانستان في آب / أغسطس من العام الماضي بعد عقدين من الحرب وفي أعقاب الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها.
إعداد: دريمس الأحمد