ولد زهير سلمان شاليش، “ذو الهمة شاليش” في القرداحة بريف محافظة اللاذقية عام ١٩٥٦ وهو ابن شقيقة حافظ الأسد. ويحتفظ آل شاليش من خلال ذو الهمة بمستوى كبير من النفوذ في الحكومة والاقتصاد السوريين ولهم تأثير نسبي بموازاة آل مخلوف الذين استمدوا نفوذهم بوصفهم أخوال بشار الأسد.
وتسلم ذو الهمة مهمة الحراسة الخاصة لحافظ الأسد خلفاً للعميد الفلسطيني خالد الحسين الذي عُزل من منصبه على إثر مقتل باسل الأسد عام ١٩٩٤ في حادث سيارة بحسب ما تم إعلانه آنذاك. وبقي ذو الهمة في نفس المنصب خلال عهد بشار الأسد أيضاً حتى عزله ٢٠١٩ ويمتلك ذو الهمة شركة SES International التي تنشط في قطاعي البناء واستيراد السيارات وهو أيضاً شقيق رياض شاليش مدير شركة الإنشاءات الحكومية مؤسسة الإسكان العسكري التي حولها في تسعينيات القرن الماضي إلى شركته الخاصة.
وخلال ذلك جمع ذو الهمة ثروة طائلة من صفقات البناء، وكذلك من المقاولات في سوريا التي تضمنت مشاريع واسعة النطاق غالباً ما تمولها دول عربية أخرى بل وأجنبية أيضاً وخاصة مشاريع شركات النفط التي كانت تتركز غالبيتها في شرقي وشمال شرقي سوريا وتعهدات الطرق الكبرى حيث هيمن ذو الهمة مع شريكه نزار الأسعد على مناقصات مشاريع النفط والطرق الأعلى قيمة في الأراضي السورية على الإطلاق.
وفي مجال تجارة السيارات سيطر ذو الهمة على العديد من مكاتب الوكالات ومعارض السيارات التي تنتشر عند أطراف دمشق، وخاصة على الطريق الدولية المؤدية إلى حمص شمالي العاصمة وباتجاه مدينة حرستا بريف دمشق ويعمل في تلك المعارض والمكاتب مئات الموظفين الذين يأتمرون بأوامره وغالبيتهم من أقربائه ومن أبناء قرى الساحل السوري.
هذا عدا انخراط عائلة شاليش في عدد من الأنشطة غير المشروعة بما في ذلك التهريب وغسيل الأموال ومنها أيضا
حصل شاليش على ملايين الدولارات من عقود إعمار ومقاولات تحال عليه
من القصر الجمهوري بغية تنفيذها من قبل شركاته المختصة بالمقاولات الضخمة
ومن جراء غرف شاليش للمال العام توسعت سلسلة شركاته المتخصصة
بالمقاولات فقامت بتنفيذ مشاريع مد خطوط الهاتف العسكري الرباعي
الذي يربط كافة منظومات اتصال القصور الرئاسية والقصر الجمهوري مع
قيادات سورية العسكرية والأمنية والبعثية ونفذت شركات شاليش مشاريع
ضخمة منها شق الطرق المدنية والعسكرية داخل سورية وبين سورية
والأُردن ولبنان وإنشاء السدود التخزينية مثل سد زيزون كما كان
شاليش يستقطع بتوجيه من الأسد نسبته أي الأتاوة سلفاً من أي عقد يحال على شركات مقاولات ثانوية لا تتبع له
وكانت المقاولات تنفذ بأكثر طرق الغش وقاحة وغباء ولا من سائل أو محاسب إن انهار السد بعد تنفيذه بخمس سنوات أو امتلأت الطرق بالحفر قبل
الانتهاء من تنفيذها فويل للمهندس في لجنة الاستلام الذي يجرؤ على القول إن التنفيذ لا يطابق المواصفات أو يفكر مجرد تفكير برفض استلام المشروع
وكشفت الوثائق التي عثر عليها الجيش الأميركي ببغداد توقيع شركة شاليش أكثر من ٥٠ عقداً لتزويد الجيش العراقي السابق بأسلحة ومعدات تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات وذلك قبيل بدء الحرب
على العراق في عام ٢٠٠٣ كما ذكر تقريران آخران صدرا في ٢٠٠٤ و٢٠٠٥ أن مسؤولين كوريين شماليين التقوا إدارة شركة أس آي أس التابعة لشاليش في دمشق قبل شهر من الحرب التي شنتها الولايات
المتحدة على العراق في آذار 2003
وذو الهمة شاليش أخصائي بتهريب الحديد والخشب والمواد الكهربائية من لبنان
وتشمل مشاريعه في لبنان مع بعض الشركاء اللبنانيين التالي:
معمل ومستودعات للحديد والخشب في سهل البقاع قرب مدينة زحلة مخصص انتاجه للتهريب صوب الأراضي السورية وكان محمياً
من قبل مفرزة المخابرات العسكرية السورية
معمل لتعبئة المشروبات الكحولية بمختلف أنواعها ويقوم هذا المعمل بتزوير الماركات العالمية وبيع هذه المواد عبر تهريبها إلى سورية عن طريق العميد حسن مخلوف الرئيس السابق للضابطة الجمركية السورية الذي اعتقل في شعبة الأمن العسكري لاختلاسه ٢٥٠مليار ليرة سورية شركة للاتصالات تتركز مهمتها داخل لبنان على التجسس على خطوط هواتف نواب ووزراء وقادة
كما أنشأ ذو الهمة شاليش شركة اتصالات في سورية عام ١٩٩٨ وشارك فيها إبن
شقيقه فراس شاليش مواليد ١٩٧٦ الذي أدارها لسنوات عدة في مدينة حمص ثم أنشأت هذه الشركة سنترالاً مركزياً خاصاً للاتصالات الخارجيةكما وضعت يدها على ١٠٠ ألف خط هاتفي في مدينة حمص في حين كان المواطن محروماً من وجود هاتف خاص بمنزله وتم بيع قسم من هذه الخطوط للمواطنين السوريين بسعر ألف دولار للخط الواحد ٥٠ ألف ليرةسورية كما قامت هذه الشركة بالاتفاق الضمني مع مؤسسة الاتصالات
بحمص بتهريب المكالمات الدولية حيث جنت الملايين من الدولارات على حساب الخزينة السورية العامة
وبعد دخول شبكة الهاتف الخليوي إلى سورية بدأ الخلاف بين رامي مخلوف وفراس شاليش فهرب على أثرها فراس شاليش إلى قبرص حيث بدأ يعمل على استثمار الأموال المسروقة في معامل وفنادق وعقارات وتتم حماية هذه الاستثمارات عن طريق الشراكة عصابات مافيوية قبرصية
وكان وزير المالية السوري السابق محمد الحسين بتوجيه من مخلوف قد أصدر في شهر أيار ٢٠٠٥ قراراً بالحجز
الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لـفراس شاليش وطال قرار الحجز أيضاً بدرأحمدحسن وسهيل نايف مسعود ضماناً لمبلغ
٧٤٣ألف دولار إضافةإلى ٤٩٨ مليون ليرة سورية بالتكافل والتضامن بين المذكورين ولم يعرف كيف ترتب المبلغ المذكور على ذمة شاليش ورفاقه
كما استولى ذو الهمة شاليش على ملياري دولار لعدي صدام حسين و قصي صدام حسين عندما فروا إلى سورية وحين ألقي القبض عليهما في مدينة حماه
السورية قبل أسبوعين من مقتلهما في الموصل على يد القوات الأميركية اقتيدا من حماة إلى شعبة الأمن السياسي في دمشق وهناك طلبا الاتصال بشريكهما ذو الهمة شاليش وب أبوسليم دعبول مدير مكتب بشار الأسد الخاص ولاحظ المحققون أن أرقام الهواتف الخاصة بالمذكورين موجودة في حوزة عدي وقصي صدام حسين
ومن خلال المحادثة التي تمت بين الموقوفين وضابط الأمن السياسي المسؤول أبلغاه أن ذو الهمة شاليش وضع يده على ملياري دولار كان يجب أن يتم نقلها إلى لبنان ليتم تحويلها عن طريق بنك المدينة تبييض أموال من أموال صدام حسين فأقفل رئيس شعبة الأمن السياسي آنذاك غازي كنعان الموضوع أعادهما إلى الحدود العراقية ويقال أن شاليش هو من بلغ الأمريكان عنهما
بينما كانت الأموال قد أودعت في مصارف لبنان بأسماء شبكة عملاء ومن ثم سحبها و تحويلها لحسابات أشخاص آخرين في البنوك الأوروبية هذه قطرة من بحر سرقات شاليش وبنهايته اختفت جمع الأموال وأسرارها.