بعد هزيمة تنظيم الدولة “د ا ع ش” في مناطق سيطرتها سابقاً الرقة – ديرالزور ، استند تنظيم الدولة “د ا ع ش” على اللعب على وتر النزعة العشائرية ودب الفوضى في مناطق الإدارة الذاتية لخلق فجوة في القبضة الأمنية لتسهيل تحركات خلاياه في المنطقة بكل سلامه.
تنظيم الدولة “د ا ع ش” كانت تخشى من توحد العشائر وتجمعهم كاكتلة واحدة خشية الإطاحة بعرش التنظيم ، لأن بدت خشية تنظيم الدولة “د ا ع ش” بالتحقيق في ريف دير الزور وكانت الشرارة من عشيرة الشعيطات حيث تعامل معهم التنظيم بكل صرامة وقتل منهم ١٢٠٠ شخص ، من ثم عمدت على إقصاء وجهاء العشائر وتهديدهم مذبحة الجماعية كما فعلت بالشعيطات.
في هذا الوقت كان التنظيم فرض سيطرته على العشائر ولكنه كان يعلم بأن وجهاء العشائر محتفنين من التنظيم لما فعله بهم من إقصاء وتهميش للعشائر ووجهائها .
مع خروج التنظيم من مدينة الرقة وريف دير الزور توليت قسد السيطرة على المدينة، عمد التنظيم على استخدام الاحتقان العشائري ضد قسد بهدف نشوب صدام عشائري اما بين قسد والعشائر أو بين العشائر في مابينها وكلاهما يعتبر حرب أخرى داخل حرب.
مع بداية ٢٠١٨ اغتالت مجموعة مسلحة الشيخ “بشير فيصل الهويدي” شيخ عشيرة العفادلة وهوا أحد أكبر وجهاء مدينة الرقة، على اثرها نشرت صفحات اخبار وهمية تفيد بأن قسد هي من مهدت لعملية الاغتيال لتنشب صدام بين قوات قسد و رجال العشيرة دامت قرابة اسبوع ماتسبب في فلتان أمني في منطقة المشلب وهي منطقة ذات كتلة عشائرية لعشيرة العفادلة، ناهيك عن الخسائر المادية.
من ثم اغتيال “امطشر و ابراهيم الهفل” وجهاء عشيرة العكيدات في بلدة الشحيل عام ٢٠٢٠ ، ايضاً نشبت على اثرها صدام بيت قوات قسد والرجال العشيرة ،و تبادل الاتهامات بيت العشائر لتنتج عنها نزعة عشائرية ساهمت في خلق فوضى أمنية وانتشار التعصب العشائري ، نتج عنها بصدام وفوضى إلى اليوم تعاني المنطقة من تداعياتها.
كما استفاد التنظيم من الفوضى لتسهيل عملية الاغتيالات الداخلية دون معرفة هوية القاتل، كون المنطقة ينتشر فيها السلاح بشكل شبه علني .
إلى يومنا هذا لا يزال تنظيم الدولة “د ا ع ش” يستخدم ذات الأسلوب حيث عمد التنظيم على الإعلان عن عمليته عبر معرفاته الرسمية كنوع من تحفيز عناصره وخلاياه إلا ان الإعلان عن عمليته له دوراً كبير في كشف حقيقة من يكمن خلف الاغتيالات لوجوده ومن له الفائدة في عملية القتل.