هؤلاء هم السوريون اللاجئون الذين سيصبحون مطرودين من البلد إلى بلاد أخرى يبتزهم فيها النافذون ومن بينهم موظفون حكوميون في النهار ومهربون في الليل وصولا إلى أوروبا ولكن ليست أوروبا التي يبتغون إنما دول تبدو كأن مهمتها حجز اللاجئين بعيدا عن الوجهة النهائية المرادة وهي غالبا شمال أوروبا وتحديدا السويد وألمانيا.
فآلاف اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في أوروبا ورحلاتهم الخطرة برا وبحرا إلى أوروبا بالطرق المتاحة سواء عبر ما تسمى قوارب الموت أو عبر البر بقطعهم آلاف الأميال نحو أوروبا بطرق غير نظامية ففي عرض البحر الأبيض المتوسط حيث تبدأ المراكب مهددة بالغرق وتتعالى صرخات المنكوبين فكل الصور التي توردها وسائل الإعلام عادة هي ما تبقى من الجثث الطافية التي تدفعها الأمواج إلى الشواطئ والتي لم تصادفها الأسماك المفترسة في أعالي البحر وتتعرض لافتراس البشر فالقارب الذي يتعطل في عرض البحر يجب ألا تتجاوز حمولته ٣٠٠ راكب وجشع المهربين يحشر فيه ١٨٦٠ راكبا بينهم أطفال وقد قال مسؤولون لبنانيون إن ستة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم بينهم طفلة وأنقذ نحو ٥٠ آخرين ولا يزال الجيش يحاول العثور على ناجين وذلك بعد انقلاب قارب مهاجرين مكتظ قبالة سواحل شمال لبنان فقد انقلب القارب ليل السبت بالقرب من منطقة القلمون جنوبي مدينة طرابلس الساحلية وعلى متنه أكثر من ٦٥ شخصا لم تحدد جنسياتهم.
و تعد هذه المنطقة نقطة انطلاق للمهاجرين الذين يحاولون الهروب عبر البحر من أجل مستقبل أفضل في الخارج.
ونقلت وكالات الأنباء عن مصادر لبنانية أن المركب غادر شمال لبنان بشكل غير قانوني بهدف الهجرة
وأضاف البيان أن المركب كان يحمل خمسة عشر ضعف حمولته المسموح بها وكان الغرق هو مصير الركاب الحتمي.
وعملت القوات البحرية بمؤازرة مروحيات تابعة للقوات الجوية وطائرة سيسنا على سحب المركب وإنقاذ معظم من كان على متنه حسب بيان للجيش
وارتفع عدد الأشخاص الذين يغادرون لبنان بشكل غير قانوني عن طريق البحر في السنوات الأخيرة لا سيما بعد دخول البلاد في أزمة اقتصادية شديدة
تزايدت عمليات الهجرة غير النظامية بحرا من لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية غير مسبوقة لكن غرق قوارب الهجرة نادر الحدوث.
في الجهة المقابلة من المأساة البحرية ثمة حدود برية يلهث المهاجرون باتجاهها لعلها توصلهم إلى النمسا على الأقل، إن لم تكن ألمانيا والسويد. وفي الأثناء يخضع الهاربون من براميل النظام السوري في الجو وسجونه المخيفة على الأرض إلى شبكات نصب واحتيال
وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أسماء ثلاثة منهم جمعوا ١٥٠ ألف يورو من ضحاياهم خلال فترة قصيرة.