أدت الحرب الأهلية اللبنانية إلى تغيير وجه لبنان والمنطقة بسبب التدخلات الدولية ودعم دول عربية وأجنبية للفصائل المسلحة المتحاربة وهو ما أدى إلى إطالة أمد الحرب أيضًا
ولعل أبرز التدخلات كانت دخول قوات الردع العربية بقيادة سوريا إلى لبنان بغطاء من جامعة الدول العربية في عام ١٩٧٦ فقد شكل دخول القوات السورية منعطفًا حادًا في الحرب خاصة مع قيامها بما عرف بمجزرة مخيم تل الزعتر الذي تقطنه أكثرية فلسطينية بالتعاون مع عدد من الميليشيات والكتائب المتحالفة معها كما أدى الوجود السوري في لبنان إلى السيطرة على القرارات السياسية والاقتصادية وكانت آخر هذه التدخلات ما عرف بأزمة التمديد للرئيس اللبناني إيميل لحود بعد انتهاء ولايته الرئاسية وكانت هذه الأزمة السبب الرئيس لسوء العلاقات بين سعد الحريري والأسد لاحقًا والتي اتهم الأسد إثرها باغتيال الحريري
فقد كان قد استمر وجود القوات السورية في لبنان ٢٩ عامًا تحكم خلالها النظام السوري بمفاصل الحياة السياسية والاقتصادية حتى كانت المقولات الشعبية تعتبر لبنان المحافظة ١٥ وإثر احتجاجات عارمة انسحبت القوات السورية من لبنان مع بقاء السيطرة السياسية على بعض مفاصل الدولة
وعن سبب الإنسحاب فقد كان قد اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في ١٤ من شباط في العاصمة اللبنانية بيروت في منطقة السان جورج في انفجار ضخم قتل على إثره ١٤ من مرافقي الحريري إضافة إلى الوزير باسل فليحان وقد أدى الاغتيال إلى اندلاع احتجاجات ضخمة طالب من خلالها المحتجون بإنهاء الوجود السوري في لبنان وتنظيم انتخابات نزيهة ومعرفة قتلة الحريري وأطلق على هذه التظاهرات اسم ثورة الأرز وشارك فيها كبار السياسيين والصحفيين اللبنانيين استنادًا إلى قرار مجلس الأمن ١٥٥٩ الصادر في ٢ من أيلول من عام ٢٠٠٤ والقاضي بانسحاب جميع القوات الأجنبية من لبنان أدت هذه التظاهرات إلى ضغوط دولية كبيرة خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا على النظام السوري لسحب قواته من لبنان وإنهاء تحكمه في الحياة السياسية والاقتصادية وقد سمي الانسحاب السوري من لبنان بالاستقلال الثاني.