كان في قديم الزمان رجل اسمه أبو جمال اعتاد أن يسوق غنم أهل القرية الى التلة القريبة
ويرعاها وارثاً هذه المهنة عن أبيه كما أنه ورث عنه أيضاً موهبة جميلة تتجلى في العزف على الناي الصغيرة الذي كان يسليه أثناء القيام بالعمل إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهر ذئب في الجوار أصبح يسلب أبو جمال إحدى غنماته كل حين وهكذا بدأت سمعة أبو جمال تتهاوى أمام كل غنمة تنقص من القطيع كان أبو جمال يفكر بالطريقة التي سيوقع فيها بالذئب ليرد لنفسه اعتباره أمام سكان القرية وفجأة خطرت بباله فكرة جهنمية ففي صبيحة اليوم التالي قام بحفر حفرة كبيرة غطاها بالقش والأغصان ووضع فوقها كومة صغيرة من الحطب وغلفها بجلد ورأس خروف قريبا من التلة التي يرعى الغنام بها وابتعد عنها ليوهم الذئب بأنها خروف تائه عن القطيع نجحت الفكرة وسقط الذئب في الحفرة وجاء أبو جمال مبتسماً ابتسامة صفراء ونظر إلى الذئب نظرة مليئة بالحقد ونادى بأعلى صوته على ابنه يا جمال اعطنيالمغراية، المغراية علبة من الغراء اللاصق.
بعد برهة أتى جمال حاملاً علبة الغراء وقام هو ووالده بربط الذئب ثم قام أبو جمال بدهن جزء من جسم الذئب بالغراء
تاركاً الفرشاة التي دهنه بها لتلصق على جلده بعد قليل وعند جفاف الغراء على جسد الذئب جذب أبو جمال الفرشاة اليه بقوة فانتزع الغراء من جسمه حاملا معه جزءاً من جلد الذئب وصاح الذئب من الألم أوووووووووووو، ثم عاد أبو جمال ليدهن جزءاً آخر من جلد الذئب وينزعه وهكذا دواليك إلى المساء حتى أصبح الذئب المسكين بلا جلد، هنا فك أبو جمال وثاق الذئب وتركه هارباً إلى غير رجعه وعادت أمور القطيع طبيعية وعادت سمعة أبو جمال الطيبة تلاحقه في القرية بعد أن اطمأن سكان القرية من خلاصهم من ذلك الذئب المشؤوم.
بعد شهور من الحادثة وفي أحد الليالي قرر أبو جمال الذهاب إلى المدينة المجاورة ليشتري بعض الحاجيات الضرورية وكان الطريق إلى المدينة موحشاً وبعيداً حيث سيضطر أبو جمال للمسير طوال الليل ليصل صباحاً الى المدينة.
وبعيداً على القرية والمدينة وفي منتصف الطريق رأى أبو جمال عيوناً براقة تحاصره من كل جانب وتتقدم إليه بخطا بطيئة، ولاح له خيال الذئب المنتوف يقترب منه مع قطيع من الذئاب ولمح في عيني الذئب شرارة الانتقام لم يدر أبو جمال ما يفعل في هذه الورطة التي وضع نفسه فيها فهنا في هذا المكان لا أحد يسمعه أو يعلم بأمره ولم يجد ملاذاً من الذئاب سوى الصعود على شجرة كانت قريبة منه عساه يفكر قليلاً في طريقة يتخلص بها من شرهم، عند وصوله لأعلى الشجرة كان الذئاب يفكرون في طريقة للصعود إليه والنيل منه اتفق الذئاب أن يصعدوا فوق بعضهم البعض لكي يصلوا إلى الرجل في أعلى الشجرة، واختاروا الذئب المنتوف ليكون أول الواقفين في أسفل الشجرة وبدأ الذئاب بالصعود فوق بعضهم حتى أوشكوا إلى الوصول لأبو جمال وعندما أحس أبو جمال بالخطر لم يكن لديه خيار سوى أن يصيح بأعلى صوته يا جمال اعطني المغراية وهنا فر الذئب المنتوف من تحت القطيع هارباً تاركاً رفاقه يتساقطون على الأرض ناداه رفاقه قائلين: تعال لا تخاف جمال بعيد من هنا…
فقال لهم وهو يستمر بالفرار:
اللي ما ذاق المغراية ما بيعرف شو الحكاية.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى