العكال العربي هو رمز من رموز الأصالة والانتماء والعزة والوقار . وهو جزء من الزي الشعبي الذي ارتداه اباؤنا وأجدادنا ، وكونه يوضع فوق الشماغ على الراس ، فهو بمثاية التاج ، مما يدل على اهميته وما يحمله لصاحبه من رفعة وعزة وشموخ .
وقد تطور العكال عبر الزمن . حيث كان اجدادنا قبل ظهور العكال يربطون رؤوسهم بما يسمى ( العصابة ) وكانت العصابة إحدى رموز النخوة بين ابناء القبائل . ولطالما سمعنا المراة عندما تستجير بالرجل تقول ( وين فلان عصابة راسي ) فتجد ذلك الرجل عندما يسمع هذا الكلام ، تدب النخوة في راسه لعمل كل مايطلبه الناخي حتى لو لم تكن هناك معرفة سابقة .
وكان العكال يتداول في الجاهات التي تتم لحل الخلافات بين العشائر ، حيث يضع صاحب الذنب العكال على رقبته ويدخل على الخصم ، وغالبا مايعفو عنه الخصم عندما يراه في هذه الحالة . كما أن رميه على شخص ما ، يعني أن هذا الرجل يتوسل باغلى ما لديه .
وفي أحيان عديدة يخبط الرجل عكاله على الأرض إذا أصابه الضيم ، أو شعر ان هناك أمر ينتقص من كرامته .
ودليل ذلك ماحدث أثناء إعدام الرئيس العراقي صدام حسين ، حيث شعر العرب عامة بأن كرامتهم منقوصة أمام ماحدث ، فاخذ البعض يقول :
حرام لبس العكل والضيم غاشينا
مو راح صقر العرب صدام غالينا
ياعرق ون بحزن والطم على خدودك
مو مات عز العرب صدام عامودك
وإذا ما ذكر العكال ذكرت معه الحوادث والطرائف . فالعكال يستخدم كسلاح يدوي للمسافات القصيرة ، وغالبا ما يستخدم في المشاجرات التي تحدث في الجلسات او في سوق الغنم . حيث يقال ( صار خبط العكل لبو موزة )
ويذكر أنه في إحدى جلسات مجلس النواب الكويتي عام 2015 م . اضطر أحد النواب إلى استخدام عكاله ، بعد أن تطاول زميله على المملكة العربية السعودية بخصوص عاصفة الحزم . وقد عرض مغردون سعوديون على تويتر مبالغ وصلت إلى أربعمائة ألف ريال سعودي مقابل شراء ذلك العكال .
في فترة السبعينيات الثمانينيات ، كانت الدبكات في اريافنا تقام على أنغام( زمارة المشمش ) وكان أغلبها يحييها العازف أو كما يسمونه الشاعر المرحوم ( زكم ) يرافقه بالغناء المرحوم ( خضر المريش )
كنت الاحظ في تلك الفترة أن جميع رواد الدبكة يلبسون المحرمة والعكال . وقد يحدث أن يقوم أحد المعازيب بدعوة شخص يلبس البنطلون والقميص للمشاركة في الدبكة . لكن ذلك الشخص يعتذر بحجة أن لباسه لا يسمح له بالمشاركة .
الآن العكس تماما ، تجد واحد أو إثنان أو ثلاثة يلبسون المحرمة والعكال، والباقي يدبكون باللباس الإفرنجي
ويعتبر العكال الاسود هو الاكثر شيوعا ومن افضل انواعه ( العكال المرعز ) وهناك العكال المقصب الذي اخذ شهرته بعد ان لبسه ملوك السعودية ، ابتداء من الملك عبدالعزيز ثم الملك سعود واخيرا الملك فيصل .
اما عن طريقة لبس العكال فهو يلبس بعدة طرق . فالمتعارف عليه لدى قبيلة شمر أن الشمري يميل عكاله الى جهة معينة ، سواء إلى اليمين أو اليسار . فلو جميع الناس يميلون عكلهم ، جرت العادة على قول ( ميلة عكال الشمري ) وهناك عدة تفسيرات لذلك ، ولكن أغلب الظن ان هذه العادة تعود الى الفترة التي اعقبت انتهاء دولة شمر التي أسسها عبدالله بن رشيد . وما كان يفعله أبناء شمر من ميلان وتنكيس العكل هو تعبير عن حزنهم .
ولكن يبقى الشمري عز وفخر سواء مال عكاله إلى اليمين أو اليسار .
فلو يميل الكون كله ، وتميل المراجل . الشمري ما مال منه ألا عكاله .
إعداد : ياسين الصويلح