الأسلحة الفردية لعرب الجزيرة والفرات

في زمن انصرف فيه شبابنا عن حكايات الآباء والأجداد  إلى مكالمات العشق عبر التويتر والفيس واليوتيوب أحببنا أن نتوغل قليلا  في الذاكرة الشعبية لآباءنا وأجدادنا لعل وعسى نفتح صفحة من كتاب الحنين إلى ذلك الماضي الجميل
فلدى سماع أي منا لكلمة سلاح تأخذنا  أفكارنا إلى الحروب والقتال  فهي المفهوم المرتبط بالكلمة لكن الأسلحة الفردية التقليدية القديمة سرعان ماتأخذنا إلى صور أخرى منها ماضي الأفراح والمناسبات والاحتفالات بها ومنها الحماية التي تجعل الطرق الوعرة آمنة  لمرتاديها
فلقد كان السلاح رفيق الآباء والأجداد في رحلاتهم وهو دليل قوة تبعد عن حامله وعن أهله ورفاقه خطورة قطاع الطرق كما أن الأسلحة هي آلة القنص التي كانت متعة ومصدرا للرزق حيث كان الرجال  يعودون إلى بيوتهم  فخورين بغنائمهم من طرائد الطبيعة المجاورة لهم
كان السلاح صديقا حميما للرجل لايفارقه فاذا مابلغ الشاب مبلغ الرجال فإن أول مايفكر به هو شراء سلاح  بأول مبلغ يحصل عليه ليكون ذلك من دلالات الرجولة والقوة ولم يكن ذلك السلاح يستخدم للإيذاء لأن  من يمتلك السلاح كان غالبا مايمتلك الحكمة في استخدامه ليس كما هو حالنا اليوم عند المراهقين والشواذ
أما أنواع الأسلحة فهي كثيرة في ذلك الوقت وذات مسميات مختلفة ومن أسماءها :
١- المستحية : وهي البندقية التي تطلق إطلاقةواحدة فقط
٢- أم إصبع : وهي التي يكون زنادها على شكل إصبع
٣- أم فتيلة : التي كانت من أقدم الأنواع وكان الرجل يضع البارود في فوهتها ويشعل فتيلة خلف الزناد لينطلق الرصاص
بالاضافة الى أم ركبة والميزر والصليب وغيرها
وقبل أن يعرف الناس انواع البنادق كانوا يستخدمون الأسلحة التقليدية كالسيوف والخناحر والعصي  حتى أن هناك أشخاصا كانت أسلحتهم لاتفارقهم لدرجة أنها أصبحت جزءا منهم والتصقت أسماءها بأسمائهم وأصبحوا يلقبون باسلحتهم  كقولهم أبو جناة و أبو كلنك وأبو خنجر و أبو بلطة  حيث يعتبر هؤلاء أن السلاح من لوازم زينة الرجل  ويرون فيه رمزا للقوة والشرف والرجولة  كما أنه مدعاة للفخر والاعتزاز
وعندما تنبعث من أسلحة هؤلاء اشعاعات الرجولة والكبرياء والعنفوان فهذه الإشعاعات لاتستمد قوتها من السلاح إنما من حامل السلاح  الذي يعتبر عنفوانه وكبرياءه أهم من طعامه وشرابه لأنهما يمنحانه القوة والمهابة والسمو وهذه الصفات بالتأكيد لاتشترى بالمال إنما هي منحة ربانية منحت لصاحبها بالفطرة
أمثال هؤلاء الرجال لا يمكن لأي منهم أن ينحني لأن قلبه شامخ ورأسه يظل مرفوعا
لأجل هذا سادوا وظلت ذكراهم تتردد على اسماعنا
ولأجل هذا لا نزال نتحسر على رحيل رجال كانوا كالغيث في العطاء وكالجبال في الشموخ.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.