لو كان لحافظ أسد لحجوا إليه خاشعين

يعتبر شكري القوتلي زعيما سوريا من دمشق قاد الحركة الوطنية ضد الانتداب الفرنسي وانتخب رئيساً للجمهورية ثلاث مرات كانت الأولى في عام ١٩٤٣ والثانية سنة ١٩٤٧ والثالثة عام ١٩٥٥ وقد شهدت رئاسته الأولى جلاء القوات الفرنسية عن سورية يوم ١٧ نيسان ١٩٤٦.
واليوم وفي ظل نظام دكتاتوري قمعي يتحول منزل شكري القوتلي أول رئيس لسوريا بعد الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي وأحد مهندسي الوحدة مع مصر إلى معهد لتعليم اللغات الأجنبية الأمر الذي أثار غضب عدد من الأهالي ومثقفي مدينة دمشق.
ومؤخرا شهد المنزل الواقع في حي بستان الرئيس بمنطقة الجسر الأبيض أعمالا للصيانة والترميم قبل أن يتم رفع لافتة أعلى باب المنزل تحمل اسم المعهد الذي يقدم دورات وخدمات تعليميةوقال أحد سكان الحي إن عمالا حضروا إلى المنزل منذ مدة قريبة وبدأوا بأعمال صيانة وتجديد واجهة المنزل وكشط الحجر القديم وتركيب قضبان معدنية جديدة على نوافذ المنزل المطلة على الشارع وأحواض للنبات فهو وباقي الأهالي في الحي اعتقدوا أن الحكومة شرعت في تجديد منزل الرئيس الأسبق كنوع من التكريم والاهتمام بمنزله الأثري ذي الطراز المعماري الفرنسي لكنهم اكتشفوا لاحقا الحقيقة
وأشار ساكنو الحي إلى تغير المنزل كليا من الداخل وبدء تدريس اللغات في غرفه مؤكدين أن اللافتة الحجرية البيضاء التي تحمل اسم شكري القوتلي قرب باب المنزل هي آخر ما تبقى منه والدليل الوحيد لتعريف الجيل القادم بحقيقة وبعد انتشار الخبر بين سكان المدينة استنكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تحويل منزل القوتلي إلى معهد وتغيير معالمه التاريخية معتبرين أن المنزل إرث تاريخي يجب المحافظة عليه لا سيما أنه لشخص يمثل مرحلة هامة من تاريخ سوريا الحديث
فالأمر غير مستغرب من حكومة النظام التي لم تترك جهدا لاستباحة تاريخ ومعالم سوريا من خلال قصف المواقع الأثرية والأسواق في مدن حلب وحمص ودرعا بالبراميل المتفجرة وعدم الاهتمام بالنتائج
إن حكومة النظام ومن ورائها حزب البعث الحاكم مسكونان بروح الإقصاء ورفض الآخر منذ استلامه السلطة في سوريا عام ١٩٦٣ خلال انقلاب ما يسميها النظام السوري ثورة الثامن من آذار.
فالدول الديمقراطية تبجل زعماءها التاريخيين وتجلهم من خلال التكريم واستحضار ماضيهم رغم أي خلافات سياسية سابقة وهو الأمر الذي يغيب في دول تحكمها أنظمة دكتاتورية وبيت القوتلي لوكان هذا البيت لحافظ الأسد لحولوه إلى كعبة يحج إليها منافقوا البلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.