في سورية وفي ظل حكم آل الأسد طرأ على مفهوم العقيدة في الجيش السوري عدة تغيرات أهمها تحوله من مفهوم الجيش الوطني إلى مفهوم الجيش العقائدي وذلك بعد استيلاء حزب البعث على الحكم بتاريخ ٨ آذار ١٩٦٣ حيث تم ربط الجيش السوري بعقيدة حزب البعث وأفكاره كما تمت مصادرة إرادة الجيش لصالح الحزب طبقاً لما حصل مع الدولة نفسها وسبق لحافظ الأسد القول: إن جيشنا ليس جيشاً حزبياً ولا حزباً سياسياً وإنما هو جيش عقائدي مؤمن بعقيدة حزب البعث العربي الإشتراكي ويعمل على ما تخططه القيادة المسلحة من أجل مصلحة النظام وأما التغير الثاني والذي يمكن القول بأنه انحراف عن المسار السابق هو تغلغل فكرة القائد وتقديسه والذي بدء بعد استيلاء حافظ الأسد على الحكم في سورية بعد انقلابه على رفاقه الحزبيين في ١٦ تشرين الثانيالثاني١٩٧٠ حيث استمر هذا التقديس بعد مماته وتوريث الحكم لبشار عام ٢٠٠٠
فلا يمكن القول بأن حافظ أسد لم يبذل جهوداً لسنوات في سبيل استيلاءه على حكم سورية والذي تم له لمدة ٣٠ عاماً ولاحقاً تمهيده توريث السلطة لأحد أبناءه بشكل مماثل لما هو قائم في الدول الملكية في بلد يعمل بالنظام الجمهوري إلا أن هذا التقديس حصل ويحصل عليه بشار الأسد بالرغم من أنه مجرد وريث للسلطة فقط
ويملك الجيش السوري على المستوى العقائدي منظومة متكاملة من المفاهيم والكلمات المختلطة بما هو حزبي بعثي ومفاهيم اجتماعية تحمل في طياتها عدة طبقات مختلفة يمتد بعضها حتى للاقتباس من الكتب المقدسة وتغلف تلك المفاهيم بصمة بصرية واضحة تسيطر على المشهد وتشكل بمجموعها أساس العقيدة العسكرية حيث يمكن استنتاج هذه العقيدة بالكلمات الموجودة على مداخل الثكنات العسكرية وجدرانها وقاعاتها ومكاتبها ومحارسها كما تسطر كلمات القائد وكلمات تقديسه بالإضافة لمفاهيم البعث في كل حيز يمكن استغلاله في سبيل ذلك حتى الشعارات الصوتية الحماسية التي يتم ترديدها فهي موجهة لشخص هذا القائد وحتى إن تغير أو مات فالكلمات والرسوم والشعارات جاهزة من أجل خدمة القائد الجديد وهو ما حدث ما بين حافظ وبشار الأسد بالروح بالدم نفديك يا والكثير من العبارات الرنانة التي تمجد القائد والملهم وصانع الأمجاد وكأن الله لم يخلق سواه لدرجة أنك صرت تسمع من يقول إذا طار بشار من يستحق أن يحل محله وكأن سوريا وشعبها لايحسنون القيادة إلا بيت الأسد.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى