مقاهي دير الزور.. إرث قديم يفتخر به الحاضر

المقهى في دير الزور تاريخ يرافق أبناءالمدينة ومعبرعن هويتة البلد وفي أحيان يدلنا على حضورهم الواضح ولا يمكن بحال من الأحوال فصل تاريخ المدينة عن تاريخ المقاهي فمثل الأحداث وتراكمها ترسم صورتها التاريخية كذلك مواقع مقاهيهاويصعب في دير الزور تمييز فوارق طبقية بين زواره مقاهيها كما هو الحال في جميع المظاهر الديرية وفي جميع المناسبات في العرس وفي العزاء وفي الزي وحالات الفقر والغنى فغالبيتهم قد انصهروا ببيئة اجتماعية واحدة تمنع الصلات القرابية المتشابكة ظهور فوارق في شكلها ومضمونها وقد تحول في بعض الأحيان الرغبة في الانسلاخ المظهري إلى نوع من الغرابة والشذوذ وكذلك في المقاهي لا توجد مقهى ذات طابع طبقي ملحوظ إنما تتداخل عوامل أخرى في انتقائية المقهى كالطابع المناطقي والثقافي ونوعية المهن وطبيعة الإشكاليات المتداولة في مقهى دون غيرها ومع ذلك تسيطرالمزاجية الشخصية الديرية على جميع هذه العوامل
فتنتشر المقاهي في أحياء دير الزور كالسوق المقبي وبداية شارع التكايا وخلف سوق الهال حيث يقوم أصحاب تلك المقاهي بتداول أنواع الحمام فيتم مناقشة كل طير على حدة من حيث قوته وسرعة التحليق وسعره ونسبه إذ تقسم الطيور في تلك المقاهي إلى نوعين منه ما يسمى حمام الزينة ورواده قلائل و النوع الآخر وهو حمام الكش ورواده من الأغلبية وفي بعض المقاهي يتم هناك حفل استعراض لبعض الطيور غالية الثمن وتسمى هذه الطيور البزرة والتي تعني بأن الحمام له أصل ونسب مثل البخاري والبايملي
وتمتاز المقاهي في ديرالزو بعد الإفطار ببقائها حتى السحور وتمتاز تلك المقاهي بتعاقدها مع بعض المحال ذات الوجبات السريعة أو المطاعم خاصة لرواد المقاهي الذين يتأخرون عن موعد السحور فيضطرون إلى طلب وجبات وتناولها ومن ثم الذهاب إلى منازلهم غير متعجلين حيث يعودون إلى منازلهم رفقة مع خروج المصلين وتبقى مقاهي دير الزور ذلك الإرث المميز الذي يتباهى به سكان المدينة.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.