إيران تستغل الانشغال الدولي لزيادة نفوذها في سوريا

مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، والتقدم الذي يتم إحرازه في المفاوضات النووية، تشير التحركات إلى أن أنشطة إيران السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية بدأت بالتصاعد منذ بداية 2022 بالتنسيق مع النظام السوري.

وفي حال توقيع الاتفاق النووي مع الغرب، لن تفوّت إيران هذه الفرصة، إذ من المتوقع أن يتضاءل اهتمام روسيا بالأزمة السورية، بينما ستستغل إيران حاجة البلاد للمساعدة والدعم، لتوسيع نفوذها وبسط نفوذها في مجالات عديدة.

وأكد وائل علوان الباحث في مركز “جسور للدراسات”، إن إيران لديها مشروع وهذا المشروع مستقر ومحدد الأهداف ومتعدد وقوي الأدوات، وما يحصل الآن من الهجوم الروسي على أوكرانيا والانشغال الإقليمي والدولي وتأثيراته، يترك فرص كثيرة جدا أمام إيران ولن تتردد في استغلالها.

وبيّن علوان، أن إيران أعلنت عدم انسجامها مع الحرب على أوكرانيا، وبالتالي يتوضح أن هناك غزل إيراني للغرب، وأن الاتفاق النووي بين إيران والغرب يبدو أنه تقدم أشواطا كثيرة، وفق تعبيره.

وأضاف “أمام إيران فرصة كبيرة لتوسيع نفوذها الميداني والأمني والعسكري والاقتصادي في سوريا، مع الانسحاب الجزئي الذي بدأت روسيا تقوم به من سوريا”.

ولا يستبعد ديمتري بريجع المحلل في الشأن الروسي، أن الإيرانيين بسبب مواقف الروس وبسبب العملية العسكرية التي تحدث في أوكرانيا، يمكن أن يغيروا موقفهم، ويحاولوا زيادة نفوذهم في منطقة الشرق الأوسط، ويمكن أن يحدث هذا الشيء في المستقبل القريب.

وربط بريجع، ازداد النفوذ الإيراني بشكل عام في سوريا، بكيفية محاولة روسيا تهديد الغرب وأخذ موقفا أكثر صارمة تجاه أوكرانيا. فضلا عن تغذية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للقادة الإيرانيين باتخاذ مواقف أكثر ضراوة بالملف النووي أو بملفات تحركاتهم في منطقة الشرق الأوسط كسوريا ولبنان واليمن.

وأضاف المحلل الروسي، أنه من الواضح بأن الإيرانيين يعني حاليا يسيطرون على عواصم عربية عدة. والواضح أن التوسع الإيراني يمكن أن يزداد؛ ولكن ضمن خريطة معينة، وخصوصا في سوريا. وذلك بسبب التواجد الأميركي والروسي والتركي أيضا.

ولخص تقرير لمركز “جسور للدراسات”، إلى أن هنالك مؤشرات تدل على أن النفوذ الإيراني في سوريا ازداد منذ بداية العام 2022، أولها زيارة رئيس الأمن القومي للنظام السوري، علي مملوك، لطهران في 27 شباط/فبراير الفائت، ولفته إلى الحاجة الملحة لتعزيز التنسيق الأمني ​​بين الطرفين، والاستعداد لأي تأثير محتمل للنزاع الأوكراني على البلاد.

أما المؤشر الآخر وفق تقرير “جسور”، فهو الخلايا الأمنية للمليشيات الإيرانية العاملة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”. وارتفاع درجة الخطر الأمني ​​الذي تقدمه لقوات “التحالف الدولي” والقوات الأميركية على وجه الخصوص. وهذا يدل على تطلعات إيران لإعادة توسيع وجودها شرقي الفرات على حساب روسيا.

وما يظهر أن إيران استغلت تراجع التنسيق بين روسيا وإسرائيل اللتين لجأتا إلى استخدام الصواريخ الأرضية بدلا من الضربات الجوية خلال الشهر الماضي، هو نقل أسلحة وأنظمة استطلاع ودفاع جوي وطائرات مسيرة من العراق إلى سوريا ولبنان في شباط/فبراير الماضي. فضلا عن توسع في النشاط العسكري للمليشيات الإيرانية في درعا والسويداء جنوبي سوريا.

وبشكل غير مسبوق منذ التدخل الإيراني في سوريا، باتت الوفود الاقتصادية والتجارية تجتمع بشكل متكرر على الأراضي السورية. بما في ذلك تأكيدات رئيسي وشمخاني لعلي مملوك على ضرورة تسهيل وتسريع تنفيذ مذكرات التفاهم المشتركة في المجال الاقتصادي. مشيرين إلى أن إيران “حريصة على ضمان المشاركة الفعالة في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.