يعتبر جبر الخواطر من الأخلاق الحميدة التي يدعو اليها الإسلام ويجب التمسك بها والحفاظ عليها فهي عبادة يتقرب بها العبد إلي الله سبحانه وتعالي لذا عليك ان تجعله فريضه وعمل إلزامي يجب عليك القيام به تجاه من تعرفه كي تستطيع التخفيف عنهم فيما اصابه من أزمات او مشاكل ففي الحياة لا يوجد أجمل من وجود شخص يشعر بك ويقوم بطيب خاطرك كي تتمر من من ازماتك بأقل الخسائر
ففي يوم من الأيام كان الشاعر العراقي معروف الرصافي جالساً في دكان صديقه الكائن أمام جامع الحيدر ببغداد و بينما كانا يتجاذبان أطراف الحديث وإذا بإمرأة فقيرة و كانت تحمل صحناً وطلبت بالإشارة من صاحبه أن يعطيها بضعة قروش كثمن لهذا الصحن
ولكن صاحب الدكان خرج إليها وحدثها هامسا فانصرفت المرأة الفقيرة
فسأل الرصافي صديقه عن هذه المرأة
فقال له صاحبه :
إنها أرملة تعيل يتميين وهم الآن جياع وتريد ان ترهن الصحن بأربعة قروش كي تشتري لهما الخبز
فما كان من الرصافي إلا أن يلحق بها ويعطيها اثني عشر قرشاً كان كل ما يملكه الرصافي في جيبه فأخذت السيدة الأرملة القروش وهي في حالة تردد وحياء و سلمت الصحن للرصافي و هي تقول : الله يرضى عليك تفضل وخذ الصحن فرفض الرصافي و غادرها عائداً الى دكان صديقه و قلبه يعتصر من الالم
وبعد أن عاد الرصافي إلى بيته ولم يستطع النوم ليلتها و راح يكتب هذه الأبيات و الدموع تنهمر من عينيه
قصيدة الأرملة المرضعة كتبت بدموع عيني الرصافي فجاء التعبير عن المأساة تجسيداً صادقاً لدقة ورقة التعبير عن مشكلة أجتماعية الفقر و الفقراء
تعتبر هذه القصيدة من روائع الشعر العربي في عصر النهضة ولشدة روعتها نال درجة الدكتوارة بها طالب فرنسي في جامعة الزيتونة بتونس
وقد ترجمت قصيدته إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية لتعدد الصور الوصفية المؤثرة في نفوس النبلاء :
لقيتها ليتني ما كنت ألقاها
تمشي وقد أثقل الاملاق ممشاها
أثوابها رثة والرجل حافية
والدمع تذرف في الخد عيناها
بكت من الفقر فاحمرت مدامعها
و أصفر كالورس من جوع محياها
مات الذي كان يحميها و يسعدها
فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
الموت أفجعها والفقر أوجعها
والهم أنحلها والغم أضناها
فكانت هذه القصيدة تمثل مشاركة الأدب لمعاناة الناس بكل صدق ممتزجة بإنسانية رائعة.
إعداد مروان مجيد الشيخ عيسى