مسجد صغير في إسطنبول وبالتحديد في منطقة فاتح اكتسب شهرته من اسمه الغريب ويعود تاريخ إنشاء المسجد إلى القرن الثامن عشر في عهد الدولة العثمانية ويتسع مصلاه لنحو ٢٠٠
حيث تبدأ قصته مع رجل زاهد على البرغم من عدم توفر أي أموال لديه لبناء مسجد صغير فإنه اعتزم أن يقتصد في مأكله ومشربه وملبسه وبدأ يجمع المال بنية تشييد مسجد فكان إن اشتهى شيئاً يسأل عن سعره فيقول له البائع هذا ثمنه كذا فيخرج الزاهد ثمن البضاعة من جيبه فيضعها في جيبه الآخر ليجمع المال لبناء المسجد محدثاً نفسه قائلاً: كأنني أكلت ويفعل هذا الأمر مراراً وتكراراً ويزجر نفسه عن الإسراف مقتديا بقوله تعالى في سورة الأعراف: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين.
وبالرغم من محاولة الكثيرين لكف هذا الرجل عن رغبته فإنه صمد وكبح شهواته ليصل إلى مناله بعد عقدين كاملين فقد جمع هذا الزاهد أخيراً ما يكفيه من الأموال وبنى المسجد في حي الفاتح وتحديداً في منطقة زايرك التي تقع بالقرب من الخليج الذهبي واختار الرجل هذا الاسم الفريد كأنني أكلت وأطلقه على المسجد ولم يتغيّر اسم المسجد حتى يومنا هذا ليبقى هذا الاسم شاهد على حكاية بناء المسجد ويذكر القاصي والداني بزهد هذا الرجل الذي بناه من حر ماله ومن زهده
لكن احترقت أغلب أجزاء المسجد في أثناء حريق نشب في المنطقة المحيطة به في فترة الحرب العالمية الأولى وظل مغلقا حتى عام ١٩٥٩حيث تجمع أهالي المنطقة وقرروا إعادة إعمار المسجد عملا بنفس النية الطيبة التي أُسس عليها وهي جمع الأموال ليكون صدقة جارية لمن ساهم بشيء
وظل اسم المسجد يذكر كل من مر به وصلى فيه بأن المرء لا ينبغي له أن يشتري كل ما يشتهي بل وعندما تحدثه نفسه بالإسراف وشراء الأشياء غير الضرورية فيجب أن يكون شعاره حينها وكأنني أكلت.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى