من ينظر إلى مايفعله بوتين من تدخلات في شؤون الدول كسوريا واحتلال شواطئها وإنشاء قاعدة عسكرية على شواطئ البحر المتوسط وفي حربه الآن على أوكرانيا يجد أنه لديه أحلام إستعادة حلم الإمبراطورية الروسية ليكون قيصرها ففي خطابه الحماسي والمثير شكّك بوتين في حق أوكرانيا في الوجود كدولة كما طعن في شرعية حكومة كييف متهما إياها بالسعي لحيازة السلاح النووي فخطاب بوتين كان عبارة على سرد تاريخي طويل ضمنه الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرقي أوكرانيا وفوق هذا وذاك وهو من حرك جيشه على دولة ذات سيادة يحمل كييف كامل المسؤولية عن أي سفك للدماء فتبدأ روسيا حربها على أوكرانيا ما يدفع للاعتقاد بأن بوتين قد يذهب لحد احتلال أوكرانيا برمتها غير أن المحللين لا يزالون منقسمين بشأن الاستراتيجية البعيدة المدى التي يسعى بوتين لانتهاجها بين من يرى أن سيناريو حربه الشاملة لبناء إمبراطورية حلما يجب أن يقوم المجتمع الدولي أن يوقضه منه
فحلم بوتين كتب لكي يكون درسًا للغرب ومبررًا للمشاريع الروسية حلم يمكن أن يغير العالم على المدى الطويل لا سيما بالنسبة للهيكل الأمني لأوروبا ما بعد الحرب الباردة ولا تزال الدول لا تعرف كيف يرد على الوضع الجديد فخطاب بوتين تضمن تهديدا واضحا للجمهوريات السوفياتية السابقة إذ رأى أن السماح لها بمغادرة الإمبراطورية الروسية كان بمثابة جنون بل وصف ذلك بـالسطو وهو ما يمثل تهديدا ليس فقط ضد أوكرانيا وجورجيا وأذربيجان بيلاروسيا وغيرها ولكن أيضًا ضد الدول الأعضاء حاليًا في الناتو مثل ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا فحلمه الجامح قد يدمر أوربا بأسرها ويغير واقعا سلميا للدول معيدا إياها إلى فترة الحروب والمعسكرات الذي ساهم في تلك السنين بتدمير العالم.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى