لماذا فشلت سوريا في إدارة الموارد

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

يقول خبراء أن سوريا بلد متكامل اقتصاديا لكن قدرها أن يقودها ثلة من اللصوص نهبوا خيراتها فلو أن مسؤوليها أرادوا خيرا لها ووضفوا ثرواتها لمصلحة البلد لكانت اليوم تنافس أرقى بلدان العالم. 

خلال السنوات الماضية، انخفض مستوى إنتاج القطاع الزراعي إلى مستويات متدنية لدرجة أن إنتاج الحمضيات في الساحل السوري انخفض هذا العام بنسبة 50 بالمئة، وتعود أسباب هذا التراجع بشكل رئيسي إلى غياب الدعم الحكومي من قلة المحروقات والأسمدة وارتفاع تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى تغير المناخ، كل هذه الأسباب أدت إلى خسائر هائلة للمزارعين. ورغم أن سوريا بلد زراعي، إلا أن أسعار الخضار مرتفعة مقارنة بالواقع المعيشي، فضلا عن ندرة بعض الأصناف، وكل ذلك بسبب سوء إدارة الموارد من قِبل حكومة دمشق.

ضمن سياق ضعف الإنتاجية في القطاع الزراعي في سوريا، يقول خبراء التنمية الزراعية، إن سوريا تعاني من أسوأ إدارة موارد في تاريخ البشرية، إذ لا يوجد بلد مكتفٍ من كل شيء مثل سوريا لكن دون جدوى.

فكيف يجوع السوريون في أغنى بلد في العالم من حيث الموارد الزراعية.

والمشكلة الأساسية ليست بالتغير المناخي وموجات الجفاف التي ضربت بالبلاد مؤخرا إنما في قلة المحروقات وقلة الأسمدة، وقلة الدعم الحكومي بسبب غلاء المستلزمات، وأضاف “كيف تسعّر الحكومة، القمح على أساس إنتاجية 350 كيلو للدونم بينما في الحقيقة الإنتاج 167 كيلو”.

عفيف، أوضح خلال حديثه للإذاعة المحلية، أن النظام  السوري يشتري كيلو الشوندر من الفلاحين بـ250 ليرة سورية، مع العلم أنه يحتاج إلى 100 ليرة فقط للنقل غير المستلزمات الأخرى، كما أن الكيلو يحوي 150 غرام سكر يبلغ سعره 600 ليرة، وقيمة النفل 350 ليرة أي مربح الكيلو الواحد 950، .

فكل المواسم الزراعية خاسرة فأقل دونم يكلف 700 ألف ليرة سورية، وبالتالي الفلاح يحتاج إلى 28 مليون ليرة، والعملية الإنتاجية تُدار بشكل فاشل، فمثلا ليتر المازوت يُباع للجميع بـ2500 ليرة، إلا للفلاح الذي يشتريه بـ 8000 ليرة من السوق السوداء بسبب عدم وجود مخصصات للزراعة.

فلم يعد هناك أراض زراعية في منطقة الغاب، لأن تكاليف العملية الإنتاجية فاقت قدرة الفلاح، والمصارف الزراعية لا تموّل، بالتالي كيف سيتدبر الفلاح أموره، خاصة وأن طن السماد قبل رفع سعره كان بـ75 ألفا وبالواقع كان يُباع بـ200 ألف، وبعد الرفع الأخير وصل سعره إلى 300 ألف.

فالنظام السوري كان قادرا على إنشاء مزرعة عالمية للأبقار تحوي عشرات الآلاف منها في غضون 24 ساعة، في حال توفر قاعدة بيانات، فكل شخص لديه بقرة وعبر مشاركة صاحب البقرة لأن كل المقومات موجودة، لكن، نصف الأبقار انتهت خلال شهر في الغاب لأنها تكلف 15 ألفا، باليوم وذهبت للذبح.

وهذا جزء بسيط من مشكلة تعاني منها سوريا منذ خمسين عاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.