كيف أحرجت القمة العربية بشار الأسد رغم الزخم الإعلامي الكاذب

شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى

بعد اجتماع الجامعة العربية وأجواء التوتر التي سادت في القمة طغت على المشهد، مفرزة الكثير من المواقف التي تعزز فرص الفشل في تحقيق أي مكاسب مؤمولة، جرياً على عادة القمم السابقة.

وكان واضحاً أن حضور بشار الأسد رئيس النظام السوري في القمة، المعاد للجامعة بعد 12 عاماً من تجميد عضويته، زاد من توتر أجواء القمة، وكشف عمق الانقسام والضعف العربي وهو ما ظهر  على وجوه الحضور وفي كلماتهم ومواقفهم الكثيرة، التي يمكن تلخيص أبرزها وأكثرها حرجاً في 5مواقف.

أما الخطاب الرنان الذ ألقاه فقد كان خطابا هجوميا على الجامعة والدول العربية، وبدا وكأنه استغل فرصة الحضور للانتقام من الجامعة التي أبقت على عضويته مجمدة 12 عاماً.

وخلال الكلمة التي ألقاها في القمة العربية بجدة، قال رئيس العصابة، بشار الأسد، إن على الدول العربية بداية إعادة تموضعهم في هذا العالم ومغادرة المحور الغربي، واصفاً إياه بالمجرد من المبادئ والأخلاق والأصدقاء والشركاء.

واعتبر بشار الأسد أن جامعة الدول العربية قاصرة عن مناقشة القضايا ومعالجتها ما لم تطوّر منظومة عملها عبر مراجعة ميثاقها والنظام الداخلي.

واتهم العرب بالعمالة والخاينة بشكل مبطن حين قال إن على الجامعة استعادة دورها كمرمم للجروح لا معمق لها، وأن يكون دورها متنفساً في حال الحصار لا شريك فيه وملجأ في وجه العدوان لا منصة له.

كما أعلن بشكل صريح رفضه تدخل الجامعة العربية ودولها بالشأن الداخلي، ما يعني نسفاً لبيان الاجتماع الخماسي التشاوري في عمّان وقبل بيان جدة، واللذين طالبا بشار الأسد بضرورة إعادة اللاجئين مع تهيئة الظروف الآمنة لذلك وحل سياسي وفق القرار 2254، لكنه رد: الأهم ترك القضايا الداخلية لشعوبها فهي قادرة على تدبير شؤونها وما علينا إلا أن نمنع التدخلات الخارجية في شؤونها ومساعدتها عند الطلب حصراً.

وبرر بشار الأسد ارتماءه بالأحضان الإيرانية والروسية زاعماً أن ماضي وحاضر ومستقبل سوريا هو العروبة، لكن عروبة الانتماء وليس الأحضان، قبل أن يقول إنه ربما ينتقل الإنسان من حضن لآخر لسبب ما، لكنه لا يغير انتماءه، ومن يقع في القلب لا يقبع في حضن، وسوريا قلب العروبة وفي قلبها.

أما مارفع ضغط بشار الأسد دعوة رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي في القمة العربية، فقد أدت إلى امتناع رئيس الجزائر الذي يؤيد روسيا في حربها على أوكرانيا من الحضور، كما أغضب حضوره بشار الأسد، كيف لا وهو الذي يرسل المرتزقة للقتال إلى جانب الروس ضد الجيش والشعب الأوكراني.

وبدا الغضب واضحا على وجه بشار الأسد ووفده المؤلف من لونا الشبل وبثينة شعبان ووزير خارجيته فيصل المقداد ومعاونه أيمن سوسان، من الكلمات التي ألقاها كل من مندوب اليمن والسودان، حيث ركز الأول على ممارسات الحوثيين العدوانية في اليمن وأسماههم بالميليشيات منتقداً التدخل الإيراني حليف الأسد بشؤون اليمن، رغم ترحيب الحذر كما قال بالاتفاق الإيراني السعودي برعاية صينية، أما الثاني فقد ركز في كلمته على جرائم قائد قوات الدعم السريع حميدتي المدعوم من بشار الأسد وروسيا والذي يقود الانقلاب على عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني.

زادت مغادرة أمير قطر للقمة أثناء انعقادها التوتر والحرج على أجواء القمة، حيث غادر دون أي يجري أي لقاءات ثنائية وحتى قبل أن يلقي بشار الأسد كلمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.