في ذكرى وفاة الرئيس السوري لؤي الأتاسي

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

ولد في حمص عام 1926. تخرج من الكلية الحربية بحمص عام 1948م، ثم تابع دراساته العليا في كلية أركان الحرب العربية. وارتقى في المناصب العسكرية حتى بلغ رتبة اللواء ثم الفريق، واشترك في الحرب العربية-الإسرائلية عام 1948م كقائد فصيل، ورجع منها بإصبع مقطوع من جراء إصابته برصاصة العدو في أحد المعارك. وعندما نهض الأتاسيون بانقلابهم على أديب الشيشكلي في 25 فبراير 1954 كان الأتاسي أحد المشتركين فيه إلى جانب العقيدين فيصل وزياد الأتاسيين، وقد كان لؤي الأتاسي أثناءها قائداً للشرطة العسكرية في حلب.

تولى الأتاسي مهاماً عسكرية عدة ممثلاً فيها بلاده، فعين مرافقا عسكريا لرئيس الجمهورية آنذاك ابن عم والده الرئيس الجليل السيد محمد هاشم الأتاسي ، ثم عين ملحقاً عسكرياً مساعداً في السفارة السورية بجمهورية مصر قبل الوحدة، فمسؤولاً في إحدى الوحدات العسكرية بالإسكندرية أثناء الوحدة، ثم عين في مناصب عسكرية بسفارة الجمهورية العربية المتحدة بموسكو إلى أن عاد إلى بلاده في تشرين الأول عام 1961م.

بعد انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة، بالإنقلاب الذي قام به عبد الكريم النحلاوي وحيدر الكزبري وموفق عصاصة في 28 سبتمبر 1961 عاد الأتاسي إلى سوريا. وفي 28 آذار عام 1962م قامت حركة جديدة غرضها الإعتراض على حكومة الدواليبي قادها ضباط عدة في الجيش يترأسهم العقيد عبدالكريم النحلاوي، وقام قواد الإنقلاب الجديد باعتقال المجلس الوزاري وبعض النواب ورئيس الجمهورية الرئيس ناظم القدسي، ولكن سرعان ما اتضح أن قواد الحركة كانوا على خلاف فيما بينهم، إذ تلا ذلك عصيان حمص في 1 نيسان  1962م نظمه ناصريون وبعثيون ومستقلون عقدوا مؤتمراً، وكان الإجتماع قد حضره 41 ضابطاً انتدبوا عن قطاعات الجيش كافة ذلك، فكان العقيد الأتاسي أحد المؤتمرين، ممثلاً المنطقة الشمالية الشرقية بحكم كونه قائدها.

وفي 23 مارس 1963 تولى الأتاسي منصب رئيس المجلس الوطني لقيادة الثورة، والمخول بسلطات تنفيذية وصلاحيات إقالة الحكومة بأكثرية ثلثي الأصوات للمجلس، فكان بذلك ثاني رئيس للدولة السورية من الأتاسيين، بالإضافة لتوليه مهام القائد الأعلى للقوات المسلحة، واستمر في منصبه حتى 27 يوليو من ذلك العام. وإثر توليه رئاسة الدولة كلف الأتاسي الدكتور سامي الجندي لرئاسة المجلس الوزاري من 11 أيار إلى 13 أيار عام 1963 بموجب مرسوم، ثم كلف الأتاسي صلاح الدين البيطار برئاسة مجلس الوزراء بمرسوم صدر في 13 أيار عام 1963م.

واعتزل المترجم السياسة من بعد ذلك حتى اختير في أواخر عام 2000 ليصبح مستشاراً في القصر الجمهوري.

اشتهر الأتاسي في البلاد العربية أجمع بجهوده في محاولة توحيد البلاد العربية وخاصة مصر وسورية، وله عند الكثير من المصريين معزة لأجل ذلك، ولا زال شعب مصر يذكره ويذكر محادثاته الشهيرة مع عبدالناصر، هذا ويجدر بالذكر أن الأتاسي أسس النادي الثقافي بحمص وتولى رئاسته بين عامي 1942-1946.

وفي 24تشرين الثاني 2003  أعلن عن وفاته بعد أن عاش ضابطا وقائدا ورئيسا في سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.