تقرير استخباراتي: الصين تجند 154 عالما عملوا في مختبر نووي أميركي

دولي – فريق التحرير

 

في مؤشر على تعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، خصوصا في القضايا الأمنية وقضايا التجسس، كشف تقرير أمني أميركي أنه تم تجنيد ما لا يقل عن 154 عالمًا صينيًا ممن عملوا في الأبحاث التي رعتها الحكومة الأميركية في أهم مختبر للأمن القومي في الولايات المتحدة على مدار العقدين الماضيين للقيام بأعمال علمية في الصين، حيث ساعد بعض هؤلاء العلماء بكين في تطوير التكنولوجيا العسكرية التي تهدد الأمن القومي الأميركي، وفقًا لتقرير استخباراتي خاص جديد حصلت عليه شبكة NBC نيوز الأميركية.

ويصف التقرير، الذي أعدته شركة Strider Technologies، ما يسميه جهدًا منهجيًا من قبل حكومة الصين لتجنيد العلماء الصينيين الذين عملوا في مختبر لوس ألاموس الوطني، حيث تم تطوير الأسلحة النووية هناك لأول مرة.

وتم جذب العديد من هؤلاء العلماء في وقت لاحق إلى الصين للمساعدة في تحقيق تقدم في تقنيات مثل الرؤوس الحربية التي تخترق الأرض، والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والغواصات والطائرات بدون طيار، وفقًا للتقرير.

 

وحصل العلماء على ما يصل إلى مليون دولار من خلال المشاركة في “برامج المواهب” الحكومية الصينية، والتي تهدف إلى تجنيد العلماء الصينيين للعودة إلى بلادهم.

ولطالما تم تحديد برامج المواهب هذه كمصدر للقلق، لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إنهم لم يروا من قبل تقريرًا يصف الظاهرة بمثل هذه التفاصيل مع تسمية علماء محددين والمشاريع التي عملوا عليها.

 

وقال جريج ليفيسك، أحد مؤسسي منظمة Strider والمؤلف الرئيسي للتقرير، إن نقل المواهب “يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي للولايات المتحدة”، مضيفا أن “الصين تلعب لعبة لسنا مستعدين لها، ونحن بحاجة حقا إلى البدء في الاستعداد”.

وعلى الرغم من أن عالمًا سابقًا في لوس ألاموس قد أقر بالذنب في عام 2020 للكذب بشأن مشاركته في البرنامج الصيني، يبدو أن معظم السلوك الموصوف في التقرير كان قانونيًا.

وعلاوة على ذلك، يقول المسؤولون والخبراء الأميركيون إن معظم العلماء الصينيين الذين يهاجرون إلى الولايات المتحدة قدم الكثير منهم مساهمات كبيرة في تكنولوجيا الدفاع الأميركية.

 

لكن مسؤولين حاليين وسابقين في المخابرات الأميركية أوضحوا أن تقريرا سترايدر يوضح كيف تستخدم الحكومة الصينية برامج توظيف المواهب لاكتساب رؤى ثاقبة عن التكنولوجيا الأميركية للمساعدة في بناء جيش يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي للولايات المتحدة.

وأضاف المسؤولون أن التحول الصيني المتشدد في عهد الرئيس شي جين بينغ يثير إعادة تقييم للتاريخ الطويل للتبادل العلمي بين البلدين.

 

وعلق روبرت دالي، خبير الصين في مركز ويلسون، وهو معهد أبحاث غير حزبي مرخص له من قبل الكونغرس: “لقد استفدنا بشكل كبير من تدفق المواهب الصينية إلى الداخل، وآمل أن نتمكن من الاستمرار في القيام بذلك، إنه ضروري للولايات المتحدة. لكن الصين تعمل الآن على تطوير أنظمة الأسلحة والقدرات والعقائد”.

وفي عام 2019، ذكر تقرير لمجلس الشيوخ من الحزبين أن برنامج آلاف المواهب الصيني والترتيبات المماثلة كانت بمثابة دافع للصين لاستغلال الأبحاث الأميركية.

 

وقال كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، في خطاب ألقاه في عام 2020: “من خلال برامج توظيف المواهب مثل Thousand Talents، تدفع الصين للعلماء في الجامعات الأميركية لنقل معرفتنا وابتكاراتنا سراً إلى الصين بما في ذلك الأبحاث القيمة الممولة اتحاديًا، وبصراحة، هذا يعني أن دافعي الضرائب الأميركيين يدفعون بشكل فعال فاتورة التنمية التكنولوجية للصين”.

ويعتبر مختبر لوس ألاموس، حيث تم تطوير القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية، مكرسا للعلوم والهندسة لدعم الأمن القومي للولايات المتحدة. لكن الكثير من الأبحاث هناك غير سرية، ويعمل العديد من العلماء الأجانب في المختبر.

من جهتها قالت وزارة الطاقة في بيان لـ NBC News إن “الأمن القومي والدفاع الأميركي يتطلبان حماية شرسة للتطور التكنولوجي المهم”.

وأضافت الوكالة: “استجابة للتهديدات الأمنية للأبحاث المتزايدة اتخذت الوزارة خطوات مهمة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك اعتماد عمليات فحص صارمة ومراجعات لمكافحة التجسس وقيود على المشاركة في برامج المواهب الأجنبية”.

 

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.