تطورات الوضع في سوريا في ظل أحداث الشمال السوري

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

تمثل التطور الأبرز مؤخرا بدخول هيئة تحرير الشام الفصيل المصنف على لوائح الإرهاب على خط المواجهات لمناصرة طرف ضد آخر، تحديدا في ريف حلب الشمالي، حيث باتت مدينة عفرين الإستراتيجية تحت سيطرة تحرير الشام بعد انسحاب الفيلق الثالث أحد مكونات الجيش الوطني الموالي لتركيا منها.

وعلى الرغم من إعلان الحكومة المؤقتة أنها مستمرة في إدارة الشؤون المحلية في مدينة عفرين، وأن المدينة تغيب عنها المظاهر العسكرية، إلا أن مصادر خاصة أكدت أن تحرير الشام باتت تحكم قبضتها على المدينة وتعمل في الأثناء على إدخال أجهزتها الأمنية والمحلية لتعمل بدلا من مؤسسات المعارضة.

واستمرت الاشتباكات لليوم الرابع على التوالي، وقد بدأت شرارتها إثر إعلان الجيش الوطني الموالي لتركيا ممثلا بالفيلق الثالث تفكيك أحد مكوناته فرقة الحمزة التي ثبت تورط عناصر لها باغتيال ناشط إعلامي في ريف حلب، قبل أن تناصر الفرقة هيئة تحرير الشام المسيطرة على إدلب وأجزاء من ريف حلب وترسل قواتها لقتال الفيلق الثالث.

ووسط تضارب الأنباء حول اتفاق ينهي الاقتتال، فإن الفيلق الثالث يتحصن في منطقة كفر جنة قرب مدينة عفرين، وقد عزز قواته في مواجهة تحرير الشام والقوى المتحالفة معها، واستقدم تعزيزات عسكرية جديدة لصد الهجمات القادمة.

إن مفاوضات عدة أخفقت في إنهاء النزاع، بسبب رفض الفيلق الثالث مطالب تحرير الشام تتعلق بأن تكون لها صلاحيات كاملة لإدارة المنطقة أمنيا واقتصاديا، مع بقاء قوى الفصائل في خطوط الجبهات.

وما يثير التساؤل هو بروز تحرير الشام في المشهد وإقحام قواتها في الصراع الداخلي بين مكونات الجيش الوطني، حيث رأى مراقبون أن تدخلها يعود لتحقيق مكاسب على الأرض تتعلق بالتوسع شرقا نحو ريف حلب.

الصراع على النفوذ والمكاسب الاقتصادية هو السبب الرئيسي للنزاعات الفصائلية التي تحدث في الشمال السوري، وانتقال الفصائل بالاندماجات والتوسع إلى مشاريع فصائلية يزيد من النزاعات وحدتها.

فهيئة تحرير الشام تحاول منذ سنوات مد نفوذها الأمني والاقتصادي إلى مناطق شمال حلب عبر الشراكات، وكان آخرها الشراكة مع أعداء الفيلق الثالث مثل فرقة الحمزة.

فالنزاع الأخير الذي كانت مختلف الأطراف تتجهز له بادرت تحرير الشام فيه للدفاع عن حلفائها من منطلق الدفاع عن مصالحها، وهي فرصة لتوسيع وتثبيت هذه المصالح من خلال إعلان الشراكة، والدخول المباشر والسيطرة على منطقة واسعة جغرافيا.

فالسيناريو الأرجح هو أن تنسحب هيئة تحرير الشام من عفرين مع بداية التدخل التركي لحل النزاع، على أن تضمن الهيئة أن شركاءها في المنطقة التي قد تضطر للانسحاب منها أصبحوا شركاء معلنين وستترك الهيئة بينهم جزء من مجموعاتها سواء الأمنية أو العسكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.