تركيا بين النسر والدب…

هل أوقفت تركيا عمليتها العسكرية شمال سوريا بضغط روسي وأمريكي؟!

كثرت الأخبار في الآونة الأخيرة عن الحشد التركي الذي قد أعده أردوغان في أواخر أكتوبر الماضي للتوغل في الشمال السوري،
حيث رجح تقرير قد نشره معهد ISW لدراسات الحرب ومقره واشنطن، أن يكون التراجع عن هذه العملية العسكرية التي كانت متوقعة، بعد الخامس من نوفمبر الجاري، جاء نتيجة مزيج من الضغط العسكري الروسي والدبلوماسي الأمريكي.

في الحادي عشر من أكتوبر كان أردوغان قد دعا إلى عملية عسكرية تستهدف شمال سوريا الخاضعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وفي الفترة مابين 27/26 أكتوبر الماضي أرسلت تركيا قواتها بمشاركة الفصائل الموالية لها بما لايقل عن 10 قوافل عسكرية لتعزيز مواقعها العسكرية في شمال سوريا.
ووصل الجزء الأكبر منها إلى تل أبيض في الرقة وجنوب إدلب مع تعزيزات إضافية لرأس العين، لغزو أجزاء من مناطق تل رفعت وتل تمر وعين عيسى.
وأظهر الرصد العسكري أن التعبئة التركية وهي الأكبر شمال شرق سوريا منذ توغل تركيا، في أكتوبر 2019، فهي تشير إلى استعدادات حقيقية محتملة للتوغل وليست مجرد مواقف.
لكن دون سابق علم أو إنذار قد توقف كل هذا التحشد والا ستعداد؟!!

رجحت التقارير إن ضغوطاً روسية وامريكية هي التي منعت تركيا من التوغل تجنباً لما تم وصفه بأنه تكلفة دبلوماسية واقتصادية عالية ستدفعها تركياً.

تبينت الشواهد والضغوطات من خلال المناورات العسكرية الروسية السورية المشتركة، حيث قامت روسيا بتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية في 31 أكتوبر الماضي.
كما نشرت روسيا طائرات مروحية وحربية في القامشلي وبالقرب من عين العرب “كوباني” قرب مناطق يحتمل تكون فيها تعزيزات عسكرية، بالمثل قامت أمريكا في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر بدوريات محدودة.
وقد تداولت الأخبار إنها أنشأت قاعدة جديدة بين القامشلي وتل تمر لردع التوغل التركي.
من المحتمل أن يكون المسؤولون الأمريكيون أعربوا عن معارضتهم لتوغلها في سوريا خلال العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى بما في ذلك اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس التركي أردوغان.

ومن الجانب الروسي تبين أن روسيا أقل تسامحاً مع المزيد من الاستيلاء التركي على شمال شرق سوريا.

في الإطار ذاته ونقلاً عن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي: إن أمريكا تعهدت بالبقاء في شمال شرق سوريا وأكدت رفضها لأي تحرك تركي جديد على الحدود و أن روسيا تسعى الآن إلى وقف المزيد من التوغلات الإقليمية التركية، لأن جنوب إدلب الذي تستهدفه العملية التركية مهم لقوات النظام السوري و الميليشيات التابعة له،شمال غرب سوريا للوصول إلى ال M4 .

في العودة للموقف التركي عدم تحقيق اهدافها في سوريا، سيديم جهودها في إحداث اضطرابات وعدم استقرار في شمال شرق سوريا، بسبب إن القتال بين الفصائل المدعومة تركياً وقوات سوريا الديمقراطية لا يقتصر على حدود العملية الرسمية بذلك ستشتبك الفصائل مع قوات سوريا الديمقراطية بشكل منتظم في حرب استنزاف طويلة الأمد.
كما وثقت المنظمات الإنسانية دور تركيا وفصائلها في قطع إمدادات المياه عن المناطق الخاضغة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وإجراء عمليات اعتقال تعسفي، وتفاقم عمليات نزوح جماعي جراء الحملات التركية.

وتعتبر التحركات التركية تقويض الحملة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم د ا ع ش، وهز استقرار المؤسسات الهشة والمناطق المدنية، فضلاً عن أنها تخلق فرص لتوسع روسي عسكري شمال شرق سوريا.

وهذه الرسائل نادرة لكنها ربما كانت كافية لردع الترتيبات التركية

إعداد وتحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.