ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى
في ظل سيطرة النظام السوري ومليشياته على مناطق واسعة من دير الزور تستمر إيران وممارساتها القمعية بتعيين ضباطا من الحرس الثوري الإيراني مسؤولين على أراض لم تحلم بالوصول إليها لولا تواطؤ النظام السوري واليوم يقود المنطقة شخص إيراني فارسي يدعى الحاج كميل وهو الحاج كميل مصطفاوي الإيراني الجنسية، والذي يتولى حالياً منصب القائد العام لـ”لحرس الثوري” الإيراني في المنطقة الشرقية من سورية، الأنظار إليه كونه لا يمارس طقوس التمويه والاختباء التي يحرص عليها معظم الضباط الإيرانيين العاملين في الساحة السورية، فهو لا يخشى من الظهور علناً في الاحتفالات والمناسبات العامة، كما أنه يتنقل باستمرار بين المواقع والمقار التابعة للميليشيات الإيرانية والمكاتب الحكومية السورية من دون أن تتسم تحركاته وتنقلاته بالسرية والتكتم اللتين أصبحتا سمتين مشتركتين تطغى على تحركات زملائه الإيرانيين في المنطقة باعتبارهما من دواعي الأمن الشخصي وكذلك من ضرورات إبراز النفوذ والأهمية.
وأول منصب تسلمه الحاج كميل كان مدير المركز الثقافي الإيراني في دير الزور وهو يمثل موقعاً فكرياً وإيديولوجياً لترسيخ النفوذ الإيراني. وفي عام 2020 أثناء توليه هذا المنصب تم استدعاؤه من قيادة “الحرس الثوري” الإيراني في طهران لإجراء دورة قيادية، وبعد عودته إلى سوريا بأيام تم اكتشاف إصابته بفيروس كورونا حيث خضع للحجر الصحي، لكن عوارض الفيروس أنهكته لدرجة تم نقله بمروحية من دير الزور إلى دمشق من أجل إخضاعه لعلاج مكثف. وكانت هذه المرة الثانية التي يصاب فيها الحاج كميل بكورونا حيث سجل الشهر الرابع من العام نفسه تعرضه لضيق بالصدر وصعوبات بالتنفس.
ولفتت مصادر سورية معارضة في حينه الى أن “الحرس الثوري” الإيراني نقل “الحاج كميل” إلى المستشفى العسكري بمدينة دير الزور، حيث خضع هناك لفحص الكورونا، وبعدها تم نقله إلى إيران، ليعود إلى المدينة عقب تعافيه.
بعد ذلك، تولى الحاج كميل منصب المسؤول الأمني لـ”لحرس الثوري” الإيراني في مدينة الميادين، ثم جرى استحداث منصب خاص به وهو مسؤول العلاقات العامة والذاتية ونائباً لـ”الحاج عسكر” عن منطقة البوكمال وريفها ومنسقاً عاماً للحرس الثوري بين البوكمال والعراق.
ويعتبر هذا المنصب جديداً في الشرق السوري، مع العلم أن مصطفاوي شغل العام الماضي منصب القائد الإداري والمنسق العام للحرس الثوري، وكانت مهمته تنحصر في المجالات الإدارية مثل الذاتية ومكتب شؤون القتلى والمراكز الثقافية والمشاريع الإعمارية، قبل أن يُعفى من منصبه مدة شهرين لإصابته بكورونا، لكنه عاد عقب شفائه.
فالمصطفاوي بعد عودته لمنصبه، حرص على أن يكون أول نشاطه إحياء ذكرى سيطرة إيران وميليشياتها على البوكمال، حيث أقام احتفالاً كبيراً وسط المدينة في حضور جماهيري وعسكري وقيادات إيرانية وعراقية، إضافة إلى شخصيات محلية موالية لطهران.
واستمر الحاج كميل في منصبه المستحدث حتى شهر آذار الماضي حيث أصدر القائد العام للحرس الثوري” الإيراني في سورية، الحاج مهدي، قراراً قضى بتعيين الحاج كميل في منصب المسؤول الأمني للحرس الثوري الإيراني في المنطقة الشرقية وهو يعادل منصب القائد العسكري العام للمنطقة. ويعرف عن الحاج كميل أنه كان من الضباط الإيرانيين المقربين من الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته طائرات أميركية على مشارف مطار بغداد مطلع عام 2020، وشارك كميل مع سليماني في عدد كبير من المعارك التي خاضتها القوات الإيرانية في سورية وأهمها معركة السيطرة على مدينة الميادين عام 2017 الأمر الذي منحه لاحقاً مؤهلات كثيرة للتدرج في المناصب القيادية وصولاً إلى منصبه الحالي كقائد عام للحرس الثوري الإيراني في عموم المنطقة الشرقية من سورية، والتي تشمل مناطق انتشار القوات الإيرانية في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.
وبعد تسلّم منصبه، تحدثت مصادر سورية معارضة عن قيامه بشراء فيلا سكنية في حي فيلات البلدية في دير الزور بمبلغ 260 مليون ليرة سورية.
وقد دفع ذلك بعض المواقع الإلكترونية المحلية في سوريا إلى متابعة نشاط الحاج كميل والبحث عن معلومات وافية حول الأدوار التي يقوم بها. وذكر مواقع في تقارير أن “الحاج كميل عُين قائداً عاماً لميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني بالمنطقة الشرقية في شهر آذار من 2022، بعد قيام ساسة طهران بترقية الحاج مهدي لمنصب المشرف العام على الميليشيات الإيرانية في سوريا، حيث يقيم حالياً في حي فيلات البلدية بعد شرائه فيلا بأكثر من 260 مليون ليرة سورية.
ولايزال صاحب التاريخ القذر يحكم دير الزور وكأنها مقاطعة إيرانية.