إن أسهل الطرق لإرضاء ربك هي إرضاء والديك وإن الله تعالى قسم هذه الحقوق وجعلها مراتب وأعظم تلك الحقوق الحق العظيم بعد حق عبادة الله سبحانه وتعالى وإفراده بالتوحيد وهو الحق الذي ثنى به سبحانه وما ذكر نبياً من الأنبياء إلا وذكر معه هذا الحق الذي من أقامه يكفر الله به السيئات ويرفع به الدرجات ألا وهو الإحسان للوالدين
وهناك قصةحقيقة حصلت في سوق الحرير بدمشق يرويها أحد العلماء عن أحد تجار وأبناء دمشق
قال : كنت شاهداً على هـــذه القصة وقد حدثت في مطلع الستينات يقول الشيخ : كنت أجلس عند تاجر في سوق الحرير وأنا عنده جاء إليه والده وكان كبيرا بالسن فقال له : يا بني أريدك أن تعطيني خمسمائة ليرة لأكمل بها أثاث البيت الجديد فقام التاجر إلى خزانة صغيرة كانت بجانبه وأخرج منها خمسمائة ليرة لم يكن يملك غيرها وقال لوالده : أبشر يا أبي وإن أحتجت أكثر فأخبرني مباشرة جلس الوالد قليلا ثم خرج ولكنه عاد بعد وقت قصير ليقول لابنه : يا بني لقد نسيت أن آخذ منك الخمسمائة ليرة
يقول الشيخ : وقد رأيته حين أخذها ذهلت من مــوقف ولده التاجر حين قال له : نعم يا أبي إنك لم تأخذها وقد استعارها جاري ليردها لزبون كان عنده سأحضرها لك على الفور خرج التاجر من دكانه إلى دكان جاره ثم عاد ومعه خمسمائة ليرة وضعها بيد أبيه وقال له : تـذكر يا أبي إن إحتجت غيرها فأخبرني على الفور
خرج الوالد ثم لم يلبث إلا أن عاد وبيده ألف ليرة سورية خمسمائتين
فقال لإبنه : إني حين خرجت من عندك وأردت أن أدفــــع ثمن الأثاث فلم أجد الخمسمائة ليرة ظننت أني نسيتها فقلت لك عندما عدت ماقلت ولما رجعت وجدتها في جيبي فلماذا لم تذكرني أنك أعطيتني إياها
فقال له ولده : والله يا أبي حين عدت إلي تطلب الخمسمائة ليرة أدركت أنك أضعتها فلم أشأ أن أحملك هماً وأن أجـعلك تفكر بها
فأعطيتك الثانية على أنها الأولى لأني لا أريـــدك أن تحزن أبداً
فما أرخص من أن أشتري لك السعادة بكل ما أملك الله أكبر ما أعظم هذا البر وأجمله
هنيئا لمن باع الدنيا واشترى سعادة والديه ليرضى الله بذلك عليه
ربي إغفر لي ولوالدي رب إرحمهما كما ربياني صغيرا.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى