سور الصين العظيم،،

يعتبر سور الصين العظيم الذي يمتد بشكل ملتوي لمسافة ٢١ ألف كيلومتر شمالي الصين ويعتبر واحدا من أشهر إبداعات البشر في العالم وقد تم اختياره في عام ٢٠٠٧ كإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة.
سور الصين العظيم يمتد آلاف الأميال على طول الحدود الشمالية التاريخية للصين وبُني السور من قِبَل ملوك الصين على فترة قرون وسنين من أجمل حماية أراضيهم وعلى الرغم من شهرته الواسعة وعظمته وروعة بناءه إلّا أنّ هناك الكثير من الخرافات التي تتعلق به والتي ما زالت منتشرة بين الناس رغم إثبات خطئها ومن هذه المغالطات أنّه البناء الوحيد من صنع الإنسان الذي يمكن رؤيته من الفضاء لكن الحقيقة هي أنّه من الصعب تمييز سور الصين العظيم بالعين البشرية حتى من المدار الأرضي المنخفض فهو يشبه بشكل كبير الحجر والتربة المحيطة به وقد أُثبتَت هذه الحقيقة خلال رحلة فضائية صينية في عام ٢٠٠٣م عن طريق رائد الفضاء يانغ ليوي و سور الصين العظيم هو سلسلة من الجدران والتحصينات تغطي معظم الحدود الشمالية للصين وهو بناء قديم بُني منذ حوالي ٥٥٠ عام وكان طوله يُقدّر بين ٩٢٦٠كيلومتر قبل المسح الأثري الذي أجرته إدارة الدولة الصينية للتراث الثقافي عام ٢٠١٢م والتي أشارت أنّ طول السور يصل إلى حوالي ٢١٠٠٠ كم ويرجع تفاوت تقديرات طول سور الصين العظيم إلى أنّ جزء كبير منه بُنيت في عهد سلالة مينغ أمّا طول الكلي وهو ٢٤٠٧٦ كيلومتر تقريباً فهو مجموع أطوال الجدران مجتمعة والتي في بعض الأماكن لا تكون بذات المواصفات العظيمة التي نراها في سلالة مينغ فهو يتكوّن فقط من القليل من الصخور والخشب والتربة وبعض المواد الأخرى. كيف نشأت فكرة الجدران لم يتمكّن المغول من زراعة العديد من المحاصيل بسبب عيشهم في السهوب ممّا اضطرّهم إلى التجارة الزراعية مع الصين كما كان هناك طلب كبير بين القبائل البدوية الشمالية على الحرير والقطن وغيرها من المنسوجات بالإضافة إلى المعادن لصنع الأسلحة وفي المقابل كان الصينيون بحاجة إلى خيل البدو الصغيرة والكثيرة للحرب إلّا أنّ الصينيون كانوا قادرين على الاكتفاء بما لديهم من خيول أمّا المغول كانوا بحاجةٍ ماسّة للطعام والملابس ممّا أدّى إلى خلق عدم توازن في العلاقات التجارية بين الصين ومن حولها من بدو ومغول وكان الاتصال بين البدو الشماليين والصينيين قائمًا على مبدأ التجارة كالحرب إذ كان البدو يشكلون تهديدًا عسكرياً خطيراً رغم أنّ عددهم كان أقل بكثير من عدد الصينيين وكانت العلاقات التجارية الحربية المتوترة والقائمة على مبدأ الغارات الناجحة والفعّالة من قبل قبائل البدو الشماليين ولاحقًا المغول للحصول على ما يريدون سببًا في إنهاك السكان الصينيين ولحماية الأرض من الغزاة الرحّل الشماليين أسس القادة الصينيون منذ آلاف السنين مشاريع بناء جدارٍ يُدافع عن الحدود ويوجد في مقاطعة شاندونغ أحد الأجزاء الباقية من هذا الجدار القديم المصنوع من تربة صلبة تسمى الأرض الصخرية ويقدّر عمرها بنحو ٢٥٠٠ عام وعلى مدى ٢٠٠٠ عام تم بناء هذه الحراسة الحجرية التي تسمّى الآن بسور الصين العظيم والذي يتكوّن من العديد من الجدران العظيمة التي يعود بعضها إلى القرن الخامس قبل الميلاد ولقرون وخلال فترة الممالك المتحاربة قبل توحيد الصين في دولة واحدة دافعت هذه الجدران عن الحدود.من قام ببناء الجدار ساهمت العديد من الأسر والسلالات في بناء وتحسين سور الصين العظيم، وكانت أسرة تشين أوّل من بدأ ببناء السور وأكملت السلالات التالية العمل عليه ثمّ أعادت أسرة مينغ بناء السور وأضافت عليه وأغلب السور المعروف اليوم هو مما بنته هذه الأسرة وقد اسُتخدِمت الموارد التي كانت متوفرة في مكان البناء من قِبَل الفلاحين والعبيد والمجرمين وغيرهم من الناس الذين قرر الإمبراطور معاقبتهم كما شارك الجنود في بناء الجدار وإدارة العمال ومن المواد التي اُستخدمت في بناء الجدران القديمة أوساخ مضغوطة محاطة بالحجر أمّا معظم جدار مينغ اللاحق بُني بالطوب وهناك أجزاء من السور بُنيَت من خليط الأرز المصمت الذي يمتلك قوة ومقاومة الإسمنت ممّا أكسب الجدار قوة ومتانة جعلته يصمد إلى الوقت الحاضر وتشير التقديرات إلى أنّ ملايين الأشخاص عملوا في الجدار على مدار أكثر من ١٠٠٠ عام ولم يكونوا يعاملون معاملة جيّدة ومات منهم الكثير يقدرون بمليون.
ولايزال هذا السور قبلة السياح يتوجه إليه الناس لرؤية عظمة عمل الإنسان الصيني قديما ولايزال يبدع في عصرنا الراهن. 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.