خلافات داخل واشنطن بشأن التعامل مع سوريا وسط شروط أمريكية لتخفيف العقوبات

واشنطن – كشف دبلوماسيون ومصادر أمريكية مطلعة، يوم الثلاثاء، عن تباين في وجهات النظر داخل الإدارة الأمريكية بشأن السياسة الواجب اتباعها تجاه سوريا، وسط نقاشات متزايدة حول كيفية التعامل مع قيادتها الجديدة.

ووفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”، يدفع بعض المسؤولين في البيت الأبيض نحو اتخاذ موقف أكثر تشددًا، مشيرين إلى ارتباط بعض قيادات الحكومة السورية الجديدة بتنظيم “القاعدة” في السابق، وهو ما يعتبرونه مبررًا للحد من التفاعل الأمريكي مع دمشق.

في المقابل، تسعى وزارة الخارجية الأمريكية إلى تبني نهج أكثر دقة، يتيح إمكانية الانخراط في مجالات تفاعل محددة مع سوريا، دون تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن سابقًا.

وفي تطور جديد، نقلت “رويترز” عن ستة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة سلمت سوريا قائمة شروط يجب على دمشق الوفاء بها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات الأمريكية. وتشمل هذه الشروط ضمان عدم تولي مقاتلين أجانب مناصب قيادية في الحكومة السورية، إضافة إلى تدمير أي مخازن أسلحة كيماوية متبقية، والتعاون في مكافحة الإرهاب، وتعيين منسق اتصال لدعم الجهود الأمريكية في العثور على أوستن تايس، الصحافي الأمريكي المفقود في سوريا منذ عام 2012.

وبحسب مصدرين أحدهما مسؤول أمريكي والآخر سوري، فقد قامت نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون بلاد الشام وسوريا، ناتاشا فرانشيسكي، بتسليم قائمة المطالب إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال اجتماع خاص عُقد على هامش مؤتمر المانحين بشأن سوريا في بروكسل، يوم 18 من الشهر الحالي.

ووفقًا للمصادر، ستقدم واشنطن تخفيفًا جزئيًا للعقوبات في حال استجابت دمشق لجميع المطالب، لكنها لم تحدد نوع التخفيف المقدم أو جدولًا زمنيًا واضحًا لتنفيذ هذه الشروط.

وفي ظل هذه التطورات، لا تزال الإدارة الأمريكية منقسمة بشأن مدى انفتاحها على أي تواصل مع دمشق، حيث تتصاعد الخلافات بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول مستوى التشدد المطلوب في التعامل مع القيادة السورية الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.