مدينة حلب هي مدينة سورية وهي مركز تجاري مهم في الشرق
ولاتزال عاصمة الإقتصاد في سوريا
وقد قصدها تغنى بها الشعراء منذ أيام أميرها سيف الدولة الحمداني. فقد كانت ملهمة الشعراء.
يقول المتنبي :
لا أقمنا على مكان وإن طاب .. ولا يمكن المكان الرحيل
كلما رحبت بنا الروض قلنا .. حلب قصدنا وأنت السبيل
فيك مرعى جيادنا والمطايا.. وإليها وجيفنا والميل.
فحلب عنده هي الحب السامي الذي كان يقصده
وقال في أخرى :
سقى ثرى حلب ما دمت ساكنها
يا بدر غيثان منهل ومنبجلس
أسير عنها وقلبي في المقام بها
كأن مهري لثقل السير محتبس
هذا ولولا الذي قلب صاحبه.
من البلابل لم يقلق به فرس
كأنما الأرض والبلدان موحشة.
وربعها دونهن العامر الأنس
مثل الحصاة التي يرمي بها أبدا
إلى السماء فترقى ثم تنعكس
وممن تغنى بحلب الشاعر البحتري يقول :
أمرر على حلب ذات البساتين والمنظر السهل والعيش الأفانين
أما الشاعر أبو العلاء المعري الشهير، رغم تشاؤمه وغضبه، فقد رأى أن حلب علاج ودواء، فقال، في “رسالة الغفران”:
يا شاكي النوب انهض طالبا حلبا.. نهوض مضنى لحسم الداء ملتمس
واخلع إذا حاذيتها ورعا.. كفعل موسى كليم الله في القدس
ويقول أيضا :
حلب للوارد جنة عدن.. وهي للغادرين نار سعير
والعظيم العظيم يكبر في عينه منها قدر الصغير الصغير
ومنهم أبو بكر محمد بن الحسن المعروف بالصنوبري وهو من اهل حلب فقد قال متغنيا بها :
سقى حلب المزن مغنى حلب
فكم وصلت طربا بالطرب
وكم مستطاب من العيش لذ..
بها إذ بها العيش لم يستطب
إذا نشر الزهر أعلامه.
بها ومطارفه والعذب
غدا وحواشيه من فضة
تروق وأوساطه من ذهب
وقال عنها الشاعر نزار قباني:
كل الدروب لدى الأوربيين توصل إلى روما
كل الدروب لدى العرب توصل إلى الشعر
وكل دروب الحب توصل إلى حلب
ومما كتبت من أبيات عن حلب بعدما كنت قد عشت فيها فترة من الزمن أقول فيها :
حلب حبي وملهمتي.. حلب نبضي وإحساسي
حلب في عشقها نشوة.. كطعم الشهد في الكاس
حلب تبكيك قافيتي حلب صمتي وأنفاسي
حلب تعشقك أمتنا من نجد لمكناس.
كما أن العشق للمحبوبة لكن هناك عشق أصدق وأنبل هو عشق المدن
إعداد : مروان مجيد الشيخ عيسى
تحرير : ابراهيم حمو